مكب جبارة بالكفريات: في الطريق للتحول من مكرهة صحية إلى حقل اخضر

 

تقرير: ربى عنبتاوي
خاص بآفاق البيئة والتنمية

لطالما اشتكى المواطنون والمارة من المظهر العام المتفاقم عاماً تلو عام، والرائحة غير المستحبة المغلفة لمنطقة جبارة في الكفريات، وذلك كله بسبب المكب المقام منذ ما يقارب الثلاثة عقود، في  موقع اختير آنذاك بشكل غير مدروس على طريق عام مدخل مدينة طولكرم جنوباً، ما حدا بمجلس محلي خدمات الكفريات المشترك إلى شحذ الهمم لإيجاد تمويل قادر على انتشال طمم النفايات المتعدي من هوله الطريق العام ملوثاً المنطقة بأكملها، وهذا ما حصل، فقد تم تبني المشروع مؤخراً، ويجري العمل حالياً على إزالة مكب جبارة وتحويل طممه ونفايات المنطقة لاحقاً إلى مكب زهرة الفنجان في جنين.

 

المار اليوم من المكان، سيلاحظ حركة شاحنات مستمرة تجرف طبقات الطمم وتحملها، حيث سيشهد الموقع نقلة نوعية بعد إزالة المكب، عبر إنشاء حديقة خضراء تنسجم مع جمال المحافظات الشمالية. ولمعلومات أوفى تحدث رئيس مجلس محلي خدمات الكفريات المشترك "فاروق غنايم" عن أسباب الدعوة لزوال هذا المكب حيث قال: " أصبح لدينا قناعة بأن ضرر هذا المكب أكثر من نفعه، حيث أتخم بالنفايات الفائضة أفقيا وعمودياً، فأضحى مزعجاً ومنفراً للمارة".

من جبل قمامة إلى حديقة ومتنزه
وأضاف غنايم أن اختيار مكب جبارة في السابق وقع دون دراسة عميقة، حيث اختير لاتساع المكان، كما ان عدد السكان كان اقل من الوقت الحالي، وبالتالي مخلفاتهم اقل، ولكن في ظل وضعه الحالي المزعج، تضافرت جهود كل من محافظة طولكرم مع مجلس إدارة النفايات الصلبة ومجلس محلي الكفريات بدعم من صندوق النقد الدولي ودول مانحة، لإيجاد بديل عبر التخلص من المكب الحالي وتحويل النفايات إلى زهرة الفنجان في جنين، الذي يتسع لمحافظات شمال الضفة وتتم فيه عملية تدوير للنفايات .
وقد عمل مجلس إدارة النفايات الصلبة، أوضح غنايم، على إنشاء محطة ترحيل تجمع النفايات من المحافظات لنقطة في أحراش عنبتا، ومن هناك تحمّل إلى مكب زهرة الفنجان، مقابل ان يساهم المواطن بدفع مبلغ رمزي (15 ) شيكل شهريا.


وأضاف: "مكب جبارة كان حفرة كبيرة، امتلأت لتصل مستوى الأرض ثم صارت جبلاً من النفايات، وبالاتفاق مع الجهات الداعمة سيتم تحويل مكب جبارة إلى حديقة خضراء".
ولكن في نفس الوقت، يلفت غنايم إلى ظاهرة سلبية برزت من قبل بعض المواطنين ممن اعتاد إلقاء نفاياته بنفسه في المكب، حيث لم يدرك بعد بأن مكب جبارة انتهى،  فاستمر بإلقائها على مقربة من المكان أو على هامش الطريق، ما أدى إلى تراكم أكوام النفايات. من هنا قال غنايم :" ناشدنا مديرية الشرطة والبلدية للقيام بعملية مراقبة للشارع وعلينا كمجلس التوعية الدائمة".

زهرة الفنجان... أحد أمثلة الوعي البيئي العالمي
تتولى البلديات، في معظم الحالات، الإشراف المباشر على عمليات إدارة النفايات والتخلص منها في المكبات. ووفق دراسة أعدها مركز العمل التنموي (معاً) حول إدارة النفايات الصلبة،  تم تسليط الضوء على مكب زهرة الفنجان الذي يعدّ من الأفضل في الشرق الأوسط، حيث بني على مساحة 95 دونماً بمواصفات بيئية عالمية من حيث بعده عن المناطق السكنية، وقد بدأ يستقبل النفايات منذ عام 2007.
ولحماية المياه الجوفية والأراضي الزراعية تم إنشاء ثلاث طبقات تحت المكب، طبقة نايلون وطبقة أخرى من الحصمة و"البيسكور" وطبقة ثالثة من الإسفلت، تضمن عدم تسرب العصارة للمياه الجوفية، كما يوجد أسفل المكب أنابيبٌ لجمع المياه الناتجة عن تخمر النفايات تصب في حوض ومن ثم تجري لها عملية معالجة ويعاد رشها على النفايات المطمورة. ويخدم المكب ست محافظات في شمال الضفة الغربية هي: جنين وطولكرم ونابلس وسلفيت وقلقيلة وطوباس، حيث تم إغلاق 86 مكباً عشوائياً في تلك المحافظات كانت مكرهة صحية على مساحة 1200 دونم متفرقة تم الاستفادة منها للزراعة والسكن.

 ويستوعب المكب الذي يخدم مليون مواطن في محافظات الضفة الشمالية 400 طن يومياً من النفايات الصلبة (المنزلية والصناعية والطبية وغيرها)، والتي تفرغ في خانة الطمر الصحي، حيث يفصل العمال (يدويا) بعض أنواع البلاستيك والمعادن (أثناء فرد النفايات وإعدادها للطمر) ثم تطمر النفايات بالتراب.  البلاستيك المفروز يغسل وينشف ويطحن (في المكب) ويباع محليا.  بعض المعادن تباع لجامعي الخردة.  وحاليا لا يوجد معالجة للنفايات العضوية، لكن توجد خطة مستقبلية لذلك.  كما لا يوجد معالجة خاصة للنفايات الخطرة، بل تكون مختلطة وتعامل بالطمر مع سائر النفايات. ويبيع المكب 600 كلغم بلاستيك مطحون يوميا لمعامل محلية في المحافظة.  حيث تقدر الكمية المباعة شهريا بـ 18 طن،  وبناء عليه، يقدر العائد الشهري بـ 45,000 شيكل .

 

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية