حريق الكرمل: التسخين العالمي سيشعل المزيد من الأحراج والغابات الفلسطينية الجافة

 ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

يعتقد بعض خبراء المناخ بأن درجات حرارة الصيف المرتفعة التي تواصلت طيلة أشهر الخريف، وصولا إلى مطلع فصل الشتاء، إلى جانب انحباس الأمطار؛ يعدان المتغيران اللذان يتأثران بشكل مباشر من التغير المناخي، وهما اللذان تسببا أساسا في الجفاف الكبير الذي شهدته غابات الكرمل، مما شكل عاملا مُسَرِّعاً لانتشار الحريق الكبير الذي استعر في تلك الغابات.
ثمانية أشهر متواصلة دون أمطار جدية، وسنوات طويلة من التقلص الكبير والمتواصل في كميات الأمطار، حولت أشجار الصنوبر والبلوط والبطم والخروب إلى مجرد كومة شجرية جافة تحت الشمس، تنتظر مجرد شرارة صغيرة لتشتعل.
يمكننا اعتبار حريق الكرمل، إشارة مناخية للمستقبل:  التسخين العالمي الذي لم ينس فلسطين؛ سيتسبب في اشتعال الكثير من الأشجار الجافة في العديد من الحرائق المستقبلية.
ويمكننا أيضا وضع كارثة الكرمل في سياق آخر يتصل بأزمة المناخ؛ إذ أن ارتفاع حرارة الأرض مرتبط بعمليات التغذية الراجعة.  والمقصود هو العمليات التي تحدث، بشكل مباشر أو غير مباشر، بسبب التغير المناخي، والتي بمجرد حدوثها فإنها تساهم في استمرار التسخين.  وتعد حرائق الغابات الكبيرة من هذا النوع من العمليات؛ إذ أن التسخين العالمي يزودها بالرياح التي توجهها، ولكنها، في ذات الوقت، تعزز عملية التسخين من خلال ثلاث عمليات:
تتمثل العملية الأولى في أن الحرارة الناتجة من الحريق تسخن الغلاف الجوي.  العملية الثانية هي انبعاث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الحريق؛ مما يزيد من أثر الدفيئة.  أما العملية الثالثة فتتمثل في فقدان أشجار الغابات؛ مما يعني فقدان القدرة على امتصاص الكربون من الغلاف الجوي وتثبيته.  وفي المحصلة، يزداد ميزان ثاني أكسيد الكربون سوءا ويزداد تراكمه في الغلاف الجوي.

وتقدر الأبحاث الأخيرة المتعلقة بنظام درجات الحرارة والأمطار المتوقعة في فلسطين؛ بأن تتواصل الزيادة في شدة وتكرر الجفاف والحرارة المتطرفين ولفترات أطول من تلك التي عرفناها حتى الآن.  وهذا يتطلب إعادة ترتيب الأولويات الوطنية؛ مع اتخاذ إجراءات التكيف مع المناخ المتغير، بما في ذلك تحسين الجاهزية الوطنية لمواجهة الحرائق الضخمة.     

 

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 

 

مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية