هل من علاقة مباشرة بين انحباس الأمطار في فلسطين و التسخين العالمي؟
خاص بآفاق البيئة والتنمية
يعتبر فصل الشتاء الحالي من أسوأ الفصول التي عرفناها خلال السنوات العشر الأخيرة. ويتوقع خبراء المناخ بأن يكون شتاء هذا العام فقيرا بالأمطار وجافا.
وبينما تميز شتاؤنا الحالي بالسخونة والجفاف؛ فقد تمتع الجزء الغربي من أوروبا بشتاء حقيقي تخللته عواصف ثلجية وموجات من البرد القارص. هذا المشهد المناخي أصبح مألوفا، منذ سنوات طويلة.
ويقول أخصائيو المناخ بأن هذه الظاهرة تحديدا (شتاء جاف لدينا مقابل شتاء عاصف في أوروبا) تفسر سبب شتاءنا الجاف. ففي كل عام يجري الهواء البارد جدا من القطب باتجاه غرب أوروبا، ومن هناك نحو خط الاستواء؛ حيث يخلي مكانه لصالح الهواء الساخن الذي يصل من الجنوب. وبشكل عام، يحدث تبادل بين الأنظمة الهوائية؛ فأحيانا يكون المناخ في أوروبا أكثر بردا وفي منطقتنا أكثر سخونة، وبالعكس.
لكن، قد يحدث للأنظمة الهوائية أحيانا ما يعرف بظاهرة "السد" (blocking)؛ إذ تبقى الكتل الهوائية ثابتة مكانها، مما يتسبب في بقاء المنخفض القوي فوق غرب أوروبا، وفي المقابل، يبقى المرتفع القوي فوق منطقتنا، دون حدوث أي تبادل.
وفي فصل الشتاء الذي يخلو من ظاهرة السد، تتكون الأعاصير في مكان التقاء الهواء البارد مع الهواء الساخن: تيارات من الهواء البارد تتحرك من الشمال إلى الجنوب، بينما يقتحم الهواء الساخن الآتي من الجنوب طريقه في الجبهة الآتية من القطب. وهكذا تتكون في فصل الشتاء الطبيعي أمواج هوائية أفقية على الجبهة التي بين الهواء البارد والساخن، والتي تدور بتأثير دوران الكرة الأرضية. وتجلب هذه الأمواج معها، بشكل تبادلي، يومين-ثلاثة من المطر؛ أي منخفض فوق منطقتنا. ومن ثم استراحة لبضعة أيام، فمطر متجدد...وهكذا دواليك. وأحيانا، تعمل بعض "التشويشات" على إعاقة هذه العملية المنظمة. وتعد ظاهرة "السد" من بين التشويشات الكبيرة: فبدلا من أن يتحرك المنخفض فوق منطقتنا، ومن ثم مرتفع، فمنخفض...يبقى، بدلا من ذلك، المنخفض من الشمال والمرتفع من الجنوب اللذان يغلقان بعضهما في ذات المكان.
ويعد التغير في درجات الحرارة في المحيطات، بالمنطقة الاستوائية، من أهم الأمور التي تساعدنا في فهم الظاهرة. ففي العام الماضي، تحديدا، دار الحديث عن المحيطات الساخنة، أي ما يعرف بظاهرة "النينيو". أما في هذا العام، فوضعنا معكوس؛ إذ أن المحيطات الواقعة في المنطقة بين البيرو واستراليا أكثر برودة بنحو درجة ونصف. وهذه ظاهرة "اللا نينيو". فحينما تكون المحيطات أكثر برودة، تكون حركة الهواء أقل. وفي هذه الحال، يحدث ركود في كافة الأنظمة.
والجدير بالذكر أنه في الوقت الذي يتحفظ معظم الباحثين من عملية الربط الفوري بين التسخين العالمي وانحباس الأمطار، إلا أنهم يتفقون على أن شتاء هذا العام يندرج في إطار ظاهرة مناخية تقليدية معروفة.
وقد يحدث أحيانا بأن يعوض النصف الثاني من فصل الشتاء الجاف الجزء الأول والضعيف من الموسم. ومن المحتمل أن يتسم مطلع العام 2011 بظاهرة "السد"؛ حيث وبدلا من المرتفع المتواجد حاليا فوق فلسطين، أن يتكون منخفض قوي يغلق على منطقتنا ويجلب معه شتاءً ماطرا نسبيا. ومن المفيد التذكير بأن شتاء 1949-1950، على سبيل المثال، بدأ باعتباره جافا جدا؛ إلا أن نصفه الثاني تميز بالثلوج الكثيفة في مدينة يافا الساحلية!
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة