November 2010 No (30)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2010 العدد (30)
 

الخنازير في الكفريات:  كابوس مزعج يظهر في الليل ليخلّف مصائبَ في النهار
مخامرة: لتزايد الخنازير اليوم أسباب عدة والاستيطان أحدها

تقرير: ر.ع
خاص بآفاق البيئة والتنمية

لا يخفى على المزارع الفلسطيني الوارث للمهنة "أباً عن جد" بأن الخنزير البري جزء من الطبيعية الفلسطينية، وهو موجود منذ القدم. إلا أنه يستهجن اليوم، كثرة عدده وتزايده بشكل مدمر للأخضر واليابس، واستهدافه للمزارع الخضراء وتكبيده خسائر مادية ومعنوية للمزارعين، في الوقت الذي لا يتبع المزارع أساليبَ وقائية فيزيائية تحمي مزروعاته، أو يتوفر له أي تعويض حكومي يذكر.

من إحدى قرى الكفريات الخضراء "كفر جمال"  أكّد المزارع محمد جابر -المتضمن لأرض يزرع فيها خضروات وأعشاباً في بيوت بلاستيكية- تعرّض الخنازير البرية لمزروعاته، ممزقةً الجدران البلاستيكية للبيوت.
" مثلي مثل المزارعين الآخرين، فكرت بعشرات الطرق لمكافحة الخنازير، عبر تسميمها أو نصب الفخاخ لها، إلا أن تكاثرها السريع يفوق قدراتنا، ما حدا بي إلى تغيير المحصول المرغوب للخنزير كالخيار والبندورة إلى محاصيل أقل رغبة كالفلفل والزعتر". قال جابر

الغلبة للخنازير
المدير التنفيذي لمجلس خدمات الكفريات المشترك محمد خضر، من عائلة تمتهن الزراعة منذ القدم، وتملك الحقول الزراعية. اشتكى بدوره من أذى الخنازير المدمّرة، والتي لم يرَ من جدوىً في تسميمها بالبيض المسلوق نظراً لقتله دودة الأرض المفيدة للتربة، ما حدا بالعائلة إلى التقليل من زراعة النباتات الأرضية كالخضراوات، والتركيز على الأشجار.
ويلفت خضر، إلى أن ظاهرة الخنازير المهاجمة للحقول، قد تفاقمت في السبع سنوات الأخيرة، متيقناً بأن الاحتلال هو من يجيء بها محملّة بشاحنات، وينشرها بالقرب من الحقول الفلسطينية لتدميرها.

لمحة عن الخنازير
من المعروف أن الخنازير البرية تتكاثر بشكل سريع جداً، وقد تحمل الأنثى 13 خنوصاً في المرة الواحدة. تبحث الخنازير في فصل الصيف عن المناطق الرطبة، فتستهدف حدائق المنازل المزروعة بالخضراوات بحثا عن الماء. حيث تقطع مسافات طويلة في الليل، خاصة إذا اشتمت رائحة المزروعات المحببة لها مثل البندورة والبطاطا. وقد باتت الخنازير تشكل خطرا على حياة الناس، ففي بعض القرى يخشى المواطنون الخروج من منازلهم في ساعات الليل خوفا من الخنازير التي تجوب الطرقات على شكل قطعان كثيرة العدد، وتلتهم الأخضر واليابس وتتلف المزروعات وتحاصر البيوت .

مخامرة : الاستيطان وسلوك المواطن هما سببان رئيسيان لانتشار الخنازير
ومن وزارة الزراعة تحدث جميل مخامرة من مديرية البيطرة، عن ظاهرة الخنازير البرية المنتشرة بأعداد مهولة هذه الأيام  مشيراً إلى أن ذلك يعود لثلاثة أسباب من وجهة نظره، الأول: سلوك المواطن الفلسطيني في التخلص من النفايات والذي لا يكون سليماً في أغلب الأحيان ما يجذب الخنازير التي تقتات على القاذورات. ثانياً: المستوطنات الإسرائيلية والتي حدت من تنقل الخنازير، فركزتها في المناطق الريفية وحمتها فعلياً حين طوقت المناطق من حولها، وثالثاً، منع الاحتلال من إدخال مبيدات كيماوية مثل السجنين والذي كان يقضي على الخنازير بنجاعة وذلك لأسباب بيئية وأمنية .

حياة الخنزير مهمة لدى الإسرائيليين
يقول مخامرة تعقيباً على قرار المنع الإسرائيلي لسم السجنين: "كنا نستخدم تلك المادة المتوفرة من قبل دوائر الخدمات البيطرية التابعة للمحافظات، وكانت ذات فعالية كبرى في القضاء على الخنازير والكلاب الضالة، ولكن في السنوات الأخيرة منعت تلك المادة إسرائيليا، وبعد ثلاث جلسات استيضاحية بين الإرشاد الزراعي والخدمات البيطرية الإسرائيلية، رفضت الأخيرة بيع المادة لعواقبها البيئية الوخيمة من ناحية،  ورفضها طريقة قتل الكائن البري، معتمدة مبدأ تحديد التكاثر وليس الإبادة.
من هنا دعا مخامرة المزارعين إلى عدم انتظار دخول السموم، لأن الأمر بات مستحيلاً، مشجعاً إياهم على التحرك نحو تسييج بيوتهم البلاستيكية ومزارعهم بالأسلاك الشائكة، وعدم انتظار تعويضات الزراعة، فأضرار الخنازير لا تدخل ضمن فئة الكوارث البيئية.
ونفى مخامرة وجود أي معلومات أو تقارير تثبت تورط إسرائيل في إدخال الخنازير البرية عبر شاحنات ونشرها بالقرب من الحقول، حاثاّ مواطنيه على تغيير سلوكياتهم الخاطئة المتمثلة في إلقاء النفايات والدواجن النافقة في العراء، لأنها عامل جذب للخنازير.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية