بالرغم من كونها قوة نووية: إسرائيل تولد معظم طاقتها الكهربائية بطرق بدائية خطيرة ومدمرة للمناخ
محطة الخضيرة لتوليد الكهرباء تعد أخطر مصادر التلويث البيئي في شمال فلسطين
الغازات السامة المنبعثة من المحطة تصل إلى قرى غرب وشمال غرب جنين
جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية
أكد التقرير السنوي الأخير "لتجمع المدن من أجل البيئة في إسرائيل"؛ والذي يلخص المعطيات البيئية الخاصة بعام 2009، أن محطة الخضيرة لتوليد الطاقة الكهربائية تعتبر من المصادر الرئيسية للتلويث البيئي في شمال فلسطين. وأشار التقرير إلى أن تلك المحطة العاملة بوساطة الفحم تعد مصدر حزام التلوث الرمادي- الصفراوي الخطير الذي يظهر بين الفينة والأخرى في سماء المنطقة. وقد تبين بأن نصف حوادث التلوث التي حدثت العام الماضي في المنطقة، وعددها 510، سببها انبعاث الملوثات من محطة الخضيرة. وتتواصل حوادث التلوث المسجلة الناتجة عن عمل تلك المحطة، بسبب انبعاث الغازات والجسيمات السامة.
وبالرغم من كونها قوة نووية عالمية، لا تزال إسرائيل تولد معظم طاقتها الكهربائية بطرق بدائية قديمة وخطيرة وملوثة جدا للبيئة الفلسطينية، وتحديدا من الفحم الذي يحرق لتوليد الكهرباء. وتؤدي عملية حرق الفحم إلى انبعاث كميات كبيرة من الملوثات المسببة لأمراض خطيرة وارتفاع نسبة الوفيات في المناطق المحيطة بمحطات الطاقة العاملة على الفحم، فضلا عن تسببها في ارتفاع نسبة الاحتباس الحراري وبالتالي تسريع التغيرات المناخية التي تشهدها فلسطين.
ولطالما تظاهر نشطاء البيئة الإسرائيليون، وبخاصة من مجموعة "غرين بيس"، أمام محطة الطاقة في الخضيرة التابعة لشركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية، معبرين عن احتجاجهم ضد تلويث الهواء الذي تتسبب به مداخن المحطة الكبيرة، التي تنبعث منها الغازات السامة الناتجة عن احتراق الفحم.
الغازات السامة تصل قرى جنين
تنتشر الغازات الكربونية الكثيفة السامة المنبعثة من محطة توليد الكهرباء في الخضيرة، إلى مسافة عشرات الكيلومترات هوائيا، لتحملها الرياح الغربية إلى بعض قرى غرب وشمال غرب جنين. ويعتقد أن قرية طورة الغربية (شمال غرب جنين) التي تبعد نحو 18 كم هوائي عن محطة الكهرباء، هي من أكثر القرى الفلسطينية تضررا من الانبعاثات الغازية الصادرة عن تلك المحطة التي يمكن بالعين المجردة مشاهدة مداخنها الكبيرة بوضوح، من أسطح منازل القرية. ومن اللافت أنه، منذ العام 2000، وضعت الأمراض السرطانية حدا لحياة عشرات المواطنين في قرية طورة الغربية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة، والتي تقابل مباشرة مداخن محطة الخضيرة، حيث تعمل اتجاهات الرياح على نقل الغازات إلى أجواء القرية.
أمطار حامضية
بالإضافة لغازات الاحتباس الحراري المنبعثة من محطة الطاقة في الخضيرة، تتدفق من مداخنها أيضا غازات أكاسيد الكبريت والنتروجين (SO2 وNO2 ) الناتجة عن احتراق الفحم. وتعد هذه الغازات الملوثة للهواء السبب الأساسي لتكون المطر الحامضي، ليس فقط في المحيط المباشر لمحطة الخضيرة، بل وعلى مسافة مئات الكيلومترات بعيدا عنها. وتتحول تلك الأكاسيد عند اتحادها مع بخار الماء في الجو إلى حامض الكبريتيك وحامض النتريك، فتسقط مرة أخرى على سطح الأرض مع مياه المطر، أو الضباب، علما بأن المطر يعدّ حامضيا إذا قلت درجة حموضته (pH ) عن 5.6.
ومن المعروف أن تأثير الملوثات المسببة للمطر الحامضي، لا يقتصر على المنطقة نفسها وحسب، بل يمكن أن ينتقل إلى مناطق أخرى قد تبعد عنها مئات الكيلومترات. ويؤدي تلوث المسطّحات المائية بالمطر الحامضي إلى فقدان هذه البيئات القدرة على تهيئة الظروف لحياة كثير من أنواع الكائنات المائية، كالأسماك والضفادع.
والغريب أن إسرائيل لا تسعى بشكل جدي، إلى توليد الكهرباء على نطاق واسع من الطاقة المتجددة، وبخاصة الطاقة الشمسية التي تعد مصدرا للطاقة النظيفة والآمنة. وتواصل إسرائيل التفتيش عن مزيد من مصادر الطاقة الأحفورية الرخيصة لضمان استمرار توليد كهربائها وعمل آلتها العسكرية والحربية المعادية للعرب.
احتجاجات إسرائيلية
وبالإضافة لمحطة توليد الطاقة في الخضيرة، يوجد في عسقلان محطة أخرى كبيرة (روطنبرغ) تعمل على الفحم أيضا. وبقرار من وزارة البنية التحتية الإسرائيلية تعكف إسرائيل حاليا، على إنشاء محطة طاقة ضخمة جديدة في عسقلان، وهي تعد المحطة الثانية في ذات المدينة التي ستعمل على الفحم.
وخلال الأعوام الأخيرة، نظمت منظمة "السلام الأخضر" ("غرين بيس") سلسلة احتجاجات ضد إقامة محطة الطاقة الجديدة، باعتبار أن الفحم يسيء جدا للبيئة وللصحة العامة ويزيد كثيرا غازات الدفيئة في الجو. فحرق الفحم وتغيير حالته الصلبة إلى الغازية يجعله الوقود الأحفوري الأكثر خطرا على الإنسان والبيئة والمناخ، علما بأن عملية الحرق تؤدي إلى انبعاث جسيمات مؤذية يستنشقها الناس، فضلا عن السُخام الأسود والزئبق الذي يعد ساما جدا، وبخاصة للأجنة، ويتسبب بأضرار غير قابلة للإصلاح.
هم اختراع لنتاج الطاقة النظيفة على الكره الارضيه
إنا لدي اختراع لإنتاج الطاقة النظيفة سيغير مجرى التاريخ ألصناعي وإنتاج
الطاقة في العالم ويخلص العالم من الاحتباس الحراري فإذا رغبتم بشراء هذا
الاختراع راسلوني على البريد muosl_h@yahoo.com لكي نتفاوض كيفية تسليم هذا
الاختراع
محمد
|