درجة الحرارة العالمية قد تزيد بست درجات مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية
عام 2010 سيسجل في التاريخ بأنه الأكثر سخونة منذ عام 1880

خاص بآفاق البيئة والتنمية
ذُهِلَ الكثيرون من درجات الحرارة المرتفعة جدا في أشهر أيار، حزيران، تموز وآب الماضية. إلا أن الأمر لا يدعو إلى الدهشة إطلاقا؛ خاصة وأن عام 2010 سيسجل في التاريخ بأنه الأكثر سخونة منذ عام 1880 حين بدأت القياسات المنتظمة لدرجات الحرارة.
ولدى مراجعة المعطيات الخاصة بمعدلات درجات الحرارة في البحر واليابسة، تبين بأن الأشهر الستة الأولى لعام 2010 كانت الأكثر سخونة (كمعدل عالمي) من بين الأشهر التي تم توثيقها حتى الآن؛ وذلك بمعدل 14 درجة مئوية، وبزيادة تبلغ 0.68 درجة فوق معدل الفترة الموازية في القرن العشرين. وللمقارنة، اعتبر العام 1998 حتى الآن الأكثر سخونة؛ إذ احتوى ذلك العام على أكبر عدد من الأشهر التي حطمت أرقاما قياسية في ارتفاع درجات الحرارة.
وكمعدل عالمي، يعتبر شهر حزيران الأخير الأكثر سخونة منذ أن بدأت قياسات درجات الحرارة العالمية المتداخلة أي في اليابسة والبحر)؛ إذ بلغ متوسط الحرارة فيه 16.2 درجة مئوية، وبزيادة 0.68 درجة فوق معدل درجات الحرارة في أشهر حزيران خلال القرن العشرين. وللسنة الرابعة على التوالي، حطم حزيران الأخير رقما قياسيا جديدا في ارتفاع درجات الحرارة؛ أي أن أشهر حزيران في السنوات الثلاث السابقة ضربت هي الأخرى أرقاما قياسية في ارتفاع درجات الحرارة، منذ أن بدأ التوثيق الحراري المنتظم.
وتعتبر كمية الجليد الذي يغطي القطب الشمالي خلال أشهر الصيف أحد المعايير الهامة الإضافية لمقارنة درجات الحرارة العالمية، علما بأنه تراجع هذا العام بمدى هائل؛ إذ سجل أوائل تموز أصغر مساحة موثقة غطاها الجليد. وفي التاريخ الموثق، تعد كمية الجليد الحالية الأصغر على الإطلاق.
كارثة بيئية
السؤال المطروح: هل توجد علاقة بين الظواهر المذكورة وظاهرة ارتفاع حرارة الأرض؟ العلاقة، كما يبدو، قائمة؛ إذ أن الخبراء يعتبرون الظواهر السابقة دليلا قويا على تحذيراتهم المتعلقة بالتغير المناخي الكارثي الذي تتسبب به النشاطات البشرية. ومع ذلك، فالخبراء لا يسارعون إلى التأكيد القطعي على العلاقة الواضحة بين المعطيات السابقة والتغير المناخي العالمي الذي يقاس بعشرات أو مئات السنين.
ولو تعاملنا مع الظواهر السابقة بمقياس المواسم أو الأشهر القليلة؛ فيمكننا آنذاك الحديث عن اتجاهات تتعلق بالتغير المناخي. إلا أن المشكلة العلمية تكمن في معرفة ما إذا كانت الأرقام السابقة تناسب الاتجاهات طويلة الأمد والتي لا تتضح سوى بعد عشرات السنين.
ويقول الخبراء الذين يحذرون من التغير المناخي، بأن حرارة المناخ ستستمر في الارتفاع ما لم يحدث انخفاض كبير في كمية غازات الدفيئة بالغلاف الجوي. كما يحذرون من أن درجة الحرارة العالمية قد تزيد بست درجات مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية؛ وحينئذ ستكون العواقب وخيمة. وبحسب الخبراء، فإن التعهدات غير الملزمة لدول العالم في مؤتمر كوبنهاجن بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، لن تفلح في منع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3.5-4 درجات مئوية، علما بأن أي ارتفاع يزيد عن الدرجتين سيشكل كارثة بيئية على نطاق عالمي.
خبراء آخرون: ظاهرة مناخية معروفة
في المقابل، يدعي بعض العلماء بأن التسخين العالمي الحالي يتعلق بالظاهرة الجوية الطبيعية المعروفة بـِ "نينيو". وبحسبهم، يعود ارتفاع حرارة عام 2010 فوق المعدل إلى تأثير "النينيو" على أنماط الأحوال الجوية في المحيط الهادي. ويقولون بأن السنة التي تلي حدوث ظاهرة "النينيو" تكون أكثر سخونة من المألوف. وهم يعتبرون أن سنة 1998 كانت مثالا على طرحهم. ومن الواضح، كما يقولون، أن سنة 2010 ستكون أكثر سخونة من سابقاتها.
|