September 2010 No (28)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
ايلول2010 العدد (28)
 

ينظفون الأراضي الزراعية وجوانب الطرق والوديان والمناطق السكنية من النفايات الصلبة غير العضوية
العاملون في جمع الخردة والإلكترونيات والمخلفات كبيرة الحجم في الضفة الغربية يولدون حركة رأس مال تقدر بمئات ملايين الشواقل سنويا
أطفال يعملون في مجال النبش والتنقيب في مكبات النفايات

هذا التقرير عبارة عن تحليل ومناقشة الجزء الأول من المعطيات الميدانية للدراسة التي أعدها مركز العمل التنموي/معا، بهدف توفير خلفية معلوماتية وتحليلية مساعدة لبلورة الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بإشراف كل من اللجنة التوجيهية للإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة والفريق الفني بقيادة سلطة جودة البيئة، وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ ) / برنامج إدارة النفايات الصلبة. 
____________________________________________

تبين نتائج المعطيات التي تم جمعها ميدانيا من مختلف أنحاء الضفة الغربية بأن الدورة التي تمر بها النفايات الصلبة بشكل عام، وأنواع محددة من النفايات بشكل خاص، تشكل مصدرا هاما لتوليد الدخل لشرائح اجتماعية لا يستهان بها، من ناحية الحجم كقوة عمل، ومن ناحية حركة رأس المال التي تتضمنها.  وفي هذا الجزء من البحث الوصفي، سنحلل تحليلا مكثفا وموجزا بعض أهم الجوانب التي يمكننا استنباطها من المعلومات الهامة المتوفرة لدينا من العمل البحثي الميداني، سواء في مستوى حركة أصناف معينة من النفايات الصلبة وطرق معاملتها ومآلها النهائي والإشكاليات البيئية، أو في مستوى البعد الاقتصادي، من ناحية العوائد المالية والتشغيل.  وقد تم تقسيم النقاش إلى سبعة أجزاء، يتعلق كل منها بأحد القطاعات المبحوثة.  وقد نشر في العدد السابق (رقم 27) من مجلة "آفاق البيئة والتنمية" الخلفية النظرية العامة.  النص التالي عبارة عن النقاش التحليلي للجزء الأول من المعطيات الميدانية للدراسة.

جامعو الخردة والإلكترونيات والمخلفات كبيرة الحجم

يعمل في جمع الخردة والإلكترونيات والمخلفات كبيرة الحجم، في الضفة الغربية، شريحة كبيرة من العاملين في القطاعين غير الرسمي والخاص، سواء على مستوى فردي كجامعين متجولين، أو ورشات معالجة أو مصانع وشركات تجارية وصناعية.  
ويولد العاملون في هذا المجال حركة رأس مال تقدر بمئات ملايين الشواقل سنويا.  ويشكل هذا القطاع، بالتالي، سوقا اقتصاديا كبيرا، إلا أنه يفتقر إلى الترتيب والتنظيم، علما بأن أكثر المناطق تنظيما هي جنين، ثم نابلس، ثم طولكرم.  ومن الواضح أن هذا القطاع يحتاج إلى عملية "شرعنة"، بمعنى سن قوانين لتنظيم عملية جمع النفايات وفصلها وتدويرها.

 

خلق العمل بالنفايات الصلبة في القطاعين الرسمي والخاص، من ناحية جمعها وفصلها، وأحيانا فرزها وإعادة تدويرها أو تصنيعها، فرص عمل كبيرة للعمال الذين خسروا عملهم داخل الخط الأخضر؛ فأصبحوا عاطلين عن العمل، وبخاصة أن غالبية العاملين بهذا العمل هم من الشبان غير القادرين على الحصول على تصاريح عمل داخل الخط الأخضر.
ولتسهيل عملية معالجة وتحليل المعطيات الميدانية، سنقسم العاملين المبحوثين في جمع النفايات الصلبة وتسويقها، إلى أربع فئات هي:
الفئة الأولى:  جامعو النفايات الصلبة من فئة التجار الكبار الذين تفوق عوائدهم الشهرية المليون شيكل، كما أن حجم جمعهم الشهري للنفايات الصلبة يفوق الألف طن.
الفئة الثانية:  جامعو النفايات الصلبة من فئة التجار الوسط الذين تقل عوائدهم الشهرية عن مليون شيكل ولكنها أكثر من 100 ألف شيكل، كما أن حجم جمعهم الشهري للنفايات الصلبة أقل من أو يساوي ألف طن وأكثر من أو يساوي 100 طن.
الفئة الثالثة:  جامعو النفايات الصلبة من فئة التجار "الصغار" الذين تقل عوائدهم الشهرية عن 100 ألف شيكل ولكنها أكثر من 10 آلاف شيكل، كما أن حجم جمعهم الشهري للنفايات الصلبة أقل من مئة طن وأكثر من أو يساوي 10 طن.
الفئة الرابعة:  جامعو النفايات الصلبة من فئة التجار "الصغار جدا" الذين تقل عوائدهم الشهرية عن 10 آلاف شيكل، كما أن حجم جمعهم الشهري للنفايات الصلبة أقل من 10 طن.

نظرة على الفئات المختلفة:

الفئة الأولى:
ينتمي إلى هذه المجموعة بضعة تجار كبار (من إجمالي جامعي النفايات الصلبة المبحوثين والبالغ عددهم 41)، يتواجدون في شمال الضفة الغربية ووسطها.  ومن ابرز الأمثلة على هذه الفئة ثلاث ورشات وشركات هي:

  1. ورشة عبد الناصر الحويطي في فحمة / وادي دعوق (جنين)، لجمع وفرز وكبس الخردوات المعدنية.  وتقدر كمية النفايات الصلبة التي يتم جمعها في هذه الورشة بـ 2500 طن شهريا، وتتكون من هياكل السيارات، والثلاجات والغسالات وماكينات تصوير الوثائق وغيرها، يتم جمعها بشكل أساسي من مناطق جنين وطولكرم وقلقيلية.  وتسوق المعادن المكبوسة إلى إسرائيل، بينما تسوق المخلفات البلاستيكية في الضفة الغربية. ويقدر العائد الشهري لهذه الورشة، والناتج عن تسويق 2500 طن نفايات صلبة مفروزة، بأكثر من 1,250,000 شيكل، منه أكثر من مليون شيكل من التسويق لإسرائيل.  بينما يزيد الربح (الشهري) عن 50,000 شيكل، علما بأن هذه الأرقام تستند إلى ما قدمه صاحب الورشة، وهي بالتأكيد أقل بكثير من الحقيقة.  ومن الواضح أن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع مرتفعة، كما أن الجدوى البيئية تتمثل في مساهمة المشروع بنظافة المنطقة من النفايات التي يتم إزالتها من الأماكن السكنية والزراعية والوديان.

 

  1. مصنع حسونة للحديد (جامع خردة حديد) في أريحا.  وتقدر كمية النفايات الصلبة التي يتم جمعها يوميا في هذا المصنع، من مختلف أنحاء الضفة، بـ 200-300 طن، أو نحو 7500 طن شهريا.  وقد تحفظ صاحب المصنع من ذكر حجم عائداته التي، من الواضح أنها مرتفعة جدا، إذا ما أخذنا بالاعتبار الحجم الكبير اليومي للنفايات الحديدية التي يتم جمعها، علما بأن المصنع يصدر الحديد المكبوس إلى مصنع حسونة لصهر الحديد في عمان.  كما أن الحركة التجارية في المصنع مستمرة دون انقطاع، مما يشير إلى جدوى اقتصادية مرتفعة، وبخاصة أن أكثر من 600 أسرة تعتاش من العمل في المنشأة.    
  1. شركة سيكات في رافات (قضاء رام الله). تجمع هذه الشركة نحو 40 طن يوميا، وأكثر من 1000 طن شهريا، من الحديد والألمنيوم والنحاس والبلاستيك.  وهنا أيضا تحفظ صاحب الشركة من الإدلاء بحجم العائدات.  وتسوق الشركة النحاس إلى مصانع صهر النحاس في إسرائيل، فضلا عن تسويق سائر المعادن.  كما تعمد الشركة إلى طحن البلاستيك وجرشه إلى حبيبات، ومن ثم يسوق البلاستيك المجروش إلى إسرائيل والضفة الغربية.

وكما، نلاحظ من الأمثلة السابقة، هناك، أحيانا، سلسلة من العمليات والمعالجات التي تجري على مراحل، وفي مواقع مختلفة ذات تخصصات محددة.  كأن تتم، مثلا، عملية صهر الحديد الذي تم كبسه في مصنع حسونة بأريحا، في فرع نفس المصنع بعمان، أو أن تتم عملية تنظيف محركات بعض آلات شركة سيكات (الكائنة في رام الله) في إذنا (الخليل) لتعاد المحركات بعدئذ إلى شركة سيكات. 

الفئة الثانية:
ينتمي إلى هذه الفئة (التجار الوسط) عدد أكبر من تجار الفئة الأولى (التجار الكبار)، ويتواجدون في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية.  ومن ابرز الأمثلة على هذه الفئة أربع ورشات وشركات هي:

  1. الكرمي في الخليل (جامع خردة).  ويجمع الكرمي نحو 125 طن شهريا من الحديد والنحاس والألمنيوم والستانلس وغيرها، من مناطق جنوب إسرائيل، حيث يعمل على فصل المعادن وبيعها لإسرائيل.  كما يتم إصلاح بعض المخلفات، مثل المحركات والبطاريات وقطع السيارات، لتسوق في منطقة الخليل.  ويقدر العائد الشهري لهذه المصلحة بأكثر من 100 ألف شيكل.
  2. فهمي الشويكي (بيت لحم).  ويجمع نحو 500 طن شهريا ماكنات تصنيع، أبواب حديد، ألمنيوم، مولدات فلاتر، وغيرها.  ويقدر العائد الشهري بـ 170 ألف شيكل.  ويعمد الشويكي إلى إصلاح القطع القابلة للإصلاح (مثل محركات السيارات، ماكينات قص معادن، ماكينات لحام، أفران، وغيرها) ومن ثم بيعها في السوق المحلي، أما المعادن المفروزة فتباع إلى إسرائيل.
  3. ورشة جمع خردة معدنية(لوائل أبو عدوي) في نابلس.  وتجمع هذه الورشة نحو 120 طن شهريا نفايات معدنية وغيرها من محافظة نابلس وقراها، ويقدر عائدها الشهري بنحو 100,000 شيكل.  وتعمل الورشة على كبس النفايات دون فرمها، ومن ثم تصديرها إلى إسرائيل.
  4. شركة الأسلاك العربية (فارس حسونة) / رام الله.  وتجمع هذه الشركة حوالي 400 طن شهريا مخلفات حديد وألمنيوم ونحاس، من ورش البناء والكراجات والمصانع وغيرها، ويتم تقطيع هذه المخلفات وكبسها، لتصدر إلى مصنع حسونة لصهر الحديد في الأردن.  وكان المصنع في الماضي، يصدر مخلفات معدنية مكبوسة إلى تركيا.  ويقول صاحب المصنع الذي تحفظ عن ذكر العائد، بأن دخل المصنع يغطي جزءا كبيرا من احتياجات مصنع حسونة في عمان.    

الفئة الثالثة:
المنتمون إلى هذه الفئة (التجار "الصغار")  أكبر عددا من تجار الفئتين الأولى والثانية (التجار الكبار والوسط)، ويتواجدون في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية.  ونذكر هنا، على سبيل المثال لا الحصر، بعض الذين ينتمون إلى هذه الفئة:

    • جامع خردة سيارات + مخلفات معدنية (محمد شافعي / مخيم طولكرم).  ويجمع شهريا نحو 30 طن خردة سيارات ونفايات معدنية من الضفة الغربية.  ويقدر عائده الشهري بـ 17,000 شيكل.  ويتم تسويق البطاريات والبلاستيك والقطع السليمة (قطع سيارات وآلات..) في السوق المحلي، أما الباقي فيفرز ويباع لإسرائيل (دون إصلاح).
    • جامع محركات غسالات وثلاجات مستعملة (مصطفى حنتولي) / سيلة الظهر.  ويجمع حوالي 15 طن محركات (غسالات وثلاجات) شهريا.  ويصل عائده الشهري إلى 30,000 شيكل.  ويعمد صاحب الورشة إلى تقطيع المحركات واستخراج معادن الحديد والألمنيوم والنحاس وفرزها، ومن ثم بيعها في السوق المحلي لكبار التجار والموردين.  أما المخلفات القليلة المتبقية (مثل الإسفنج والبلاستيك وغيرهما)، فيتم التخلص منها في مكب زهرة الفنجان.
    • ورشة جمع سيارات مشطوبة ومكسرة ومن الحوادث (جميل أبو علي) / جنين.  وتعد هذه من أكبر ورشات جمع سيارات مشطوبة ومكسرة، إذ تجمع شهريا نحو 10 طن شهريا من مخلفات السيارات.  ويقدر متوسط عائدها الشهري بـ 12,000 شيكل، وذلك نتيجة بيع القطع غير الصالحة للاستخدام لجامعي الخردة الكبار، وهنا لم يتم احتساب العائد الكبير (امتنع صاحب الورشة عن ذكره)، الناتج من فرز وبيع القطع السليمة بالمفرق لأصحاب الكراجات.
    • جامع إلكترونيات (مصعب) / إذنا – الخليل.  ويختص هذا الجامع بجمع أجهزة الحاسوب التي قد يصل عددها إلى 250 قطعة شهريا، بالإضافة إلى 400 قطعة تلفزيون، وذلك، بشكل أساسي، من إسرائيل.  ويعمد الجامع هنا، إلى إصلاح وبيع 70% من أجهزة الحاسوب والتلفزيون والشاشات.  بينما يباع غير القابل للإصلاح إلى جامعي المعادن.  كما أن بعض أجهزة الحاسوب غير القابلة للإصلاح تفكك قطعها وتستخدم لإصلاح أجهزة أخرى، علاوة على بيع قطع CPU التي تحوي بعض الذهب.  ويقدر العائد الشهري من التسويق المحلي ومن التسويق لإسرائيل  بـ 12,000.   
    • جامع بلاستيك + مطحنة بلاستيك (طلال البراذعي) / الخليل.  ويجمع 20 طن شهريا أكياس بلاستيك، وبلاستيك دفيئات، وبلاستيك بولي إثيلين من المكبات وبعض مصانع البلاستيك في الضفة بشكل عام، ومن الدفيئات في أريحا.  ويعمل على غسل البلاستيك وطحنه وتحبيبه.  وتباع حبيبات البلاستيك إلى إسرائيل.  ويقدر العائد الشهري من التسويق لإسرائيل  بـ 60,000.    
    1. جامع أبواب حديد وخشب (الزعتري) / بيت لحم.  ويجمع شهريا نحو 600 باب خشب، و500 باب حديد (بعضها مصفح) من مكبات النفايات في إسرائيل.  وهو يعمل على إصلاح القابل للإصلاح، واستعمال التالف في إعادة تصنيع أبواب حديد جديدة.  ويقدر عائده الشهري من بيع الأبواب بـ 10,000 شيكل.

    الفئة الرابعة:
    وينتمي إلى هذه الفئة (التجار الصغار جدا) أغلب التجار من جامعي السلع المستعملة.  وتتنوع السلع التي يعكف العاملون في هذه الفئة على جمعها من مختلف أنحاء الضفة، مثل البطاريات، والخردة المعدنية، والبلاستيك، والأثاث المستعمل، والأدوات الكهربائية، والغسالات، والثلاجات، والأفران وغير ذلك.  وينتمي إلى هذه الفئة جامعو الخردة "الهامشيون"، الذين لا يزيد صافي الدخل اليومي للفرد الواحد على عشرات الشواقل، علما بأن أغلب شريحة "الهامشيين" هم من الأطفال والأولاد "النباشين" في مكبات النفايات الصلبة والشوارع والحاويات، وبخاصة في مكبات أريحا وزهرة الفنجان (جنين) وطولكرم ومحطة الصيرفي (نابلس) والخليل والعيزرية وصوريف، وبمدى أقل في مكب نفايات رام الله، حيث منع دخول "النباشين".  والملفت للنظر أن صافي الدخل الشهري لبعض جامعي الخردة الأفراد من مكبي العيزرية والخليل (يطا) قد يصل إلى أكثر من 2000 شيكل، وقد يصل أحيانا إلى أكثر من 4000 شيكل.

    الإشكاليات البيئية والصحية:
    تقتصر الإشكاليات البيئة والصحية أساسا، على الحالات التي يعمد فيها جامعو النفايات الصلبة إلى الحرق المكشوف للإطارات المطاطية والأسلاك المعدنية والكوابل المغطاة بالبلاستيك وغيرها لاستخراج المعادن، مما يؤدي إلى انبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة.  كما هناك أيضا احتمالات انفجار البطاريات أثناء معاملتها وبالتالي التسبب في حروق جسدية.  علاوة على التخلص، أحيانا، من النفايات الناتجة عن إعادة الاستعمال أو الإصلاح، في الأراضي المجاورة للمساكن.  يضاف إلى ذلك تشغيل الأطفال في عمليات فرز المعادن، مما يعرضهم لخطر الإصابة، علما بأنهم يستخدمون أدوات حادة وثقيلة قد تؤذيهم.
    ومن الملاحظ أن هناك بعض النفايات الإلكترونية الخطرة، مثل بطاريات الهواتف الخلوية، لم يتمكن البحث الميداني الحالي من إيجاد مهتمين بجمعها ومعاملتها، علما بأن هناك كميات كبيرة تصل سنويا إلى مكبات النفايات، وهي تحوي كميات لا يستهان بها من الكادميوم السام الملوث للبيئة والصحة العامة. 
    وإجمالا، يمكننا القول، بأن جامعي الخردة ينفذون عملا بيئيا هاما في مجال تنظيف البيئة الفلسطيني من النفايات الصلبة غير العضوية، وبخاصة في الأراضي الزراعية وجوانب الطرق والوديان والمناطق الوعرة والمناطق السكنية، بسبب حاجتهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.
    يضاف إلى ذلك، أنه لا يوجد تدخل مباشر وواضح، أو مراقبة أو متابعة أو تنظيم لأعمال ونشاطات جامعي النفايات الصلبة من قبل الجهات الحكومية المعنية (وزارة الصحة أو سلطة جودة البيئة)، علما بأن العديد من الأطفال يعملون في مجال النبش والتنقيب في المكبات، مما يسبب لهم أضرارا صحية وبيئية غير واضحة.

    اتجاهات ومؤشرات (جامعو النفايات الصلبة):

    يعد قطاع جمع الخردة والإلكترونيات والمخلفات كبيرة الحجم، الذي يعمل به أفراد وجماعات في القطاعين غير الرسمي والخاص، القطاع الأهم والأكبر والأكثر نشاطا وحركة رأس مال، إذا ما قورن بسائر الناشطين، من ورش فرز وتدوير، وورش حرفية، وبلديات ومجالس مشتركة، وقطاع زراعي.
    وبما أن العوائد المالية الحقيقية لجامعي النفايات الصلبة، وبخاصة العوائد الكبيرة، لم يتم الكشف عنها، في العديد من الحالات، فسنكتفي هنا بدراسة الاتجاهات والمؤشرات المتعلقة بكميات النفايات الصلبة التي يتم جمعها، وأنواعها، ومصدرها، ومعاملتها وتسويقها.


    لو اعتبرنا أن m ترمز لكتلة النفايات الصلبة الشهرية التي يجمعها المبحوثون (جامعو الخردة المعدنية والإلكترونيات وسائر المخلفات الصلبة) من مختلف أنحاء الضفة الغربية وإسرائيل، فيمكننا عندها التعبير عن الفئات الأربع لجامعي النفايات كما يلي:
    الفئة الأولىm > 1000 tons
    الفئة الثانية: m100 tons    tons 1000
    الفئة الثالثة:  tons 10 m < tons 100 
    الفئة الرابعة:    tons 10 > m

    وبما أن عدد جميع المبحوثين من جامعي النفايات الصلبة هو 41، فيمكننا بالتالي احتساب النسب المئوية لكل فئة، كما يبين الجدول (1).


    جدول (1):  عدد أعضاء أفراد الفئات المختلفة والنسب المئوية

     

    عدد أفرادها

    % لأفراد الفئة من إجمالي عدد الأفراد

    الفئة الأولى
    (m > 1000 tons )

    3

    7

    الفئة الثانية
    (m ≥ 100 tons tons 1000)

    4

    10

    الفئة الثالثة
    (tons 10 m ≥ < tons 100)

    14

    34

    الفئة الرابعة
    tons 10 > m

    20

    49

    المجموع

    41

    100

    ملاحظة:  في الحالات التي ذكر فيها جامعو النفايات الصلبة عدد القطع التي يجمعونها شهريا فقط، ولم يذكروا الكميات الشهرية (أي الكتل)، فقد تم تقدير الكتل المجمعة شهريا حسب عدد قطع الأنواع المختلفة، ومتوسط كتلة كل منها، مثل الحواسيب، والتلفزيونات، والأجهزة الكهربائية، ومكيفات الهواء، وإطارات السيارات، والأثاث المنزلي وغير ذلك.

    من الواضح، حسب الجدول (1)، أن الفئة الرابعة هي الفئة الأكبر، ويشكل عدد أفرادها نحو نصف المبحوثين (49%)، ثم تليها الفئة الثالثة التي يشكل عدد أفرادها 34% من إجمالي عدد الأفراد، وأخيرا الفئتين الثانية والأولى، حيث يشكل عدد أفراد كل منهما 10% و7% على التوالي.  وهذا ما يبينه أيضا الشكل البياني (1).

    لو تتبعنا أصناف النفايات المجموعة، نجد بأن النفايات تتوزع، بشكل عام، كما يلي:

    • معادن بأنواعها
    • أثاث منزلي
    • أجهزة كهربائية وإلكترونية
    • غسالات وثلاجات وأفران
    • قطع سيارات
    • سيارات كاملة و/أو هياكل سيارات
    • محركات ماكينات
    • بلاستيك بأنواعه
    • كرتون وورق
    • بطاريات
    • ملابس وأحذية
    • زجاج
    • إطارات سيارات
    • سلع أخرى (قطع خشبية، ماكينات صناعية، مكيفات هواء، فلاتر وغيرها)

    الجدول (2) يبين عدد المبحوثين الذين يجمعون من كل الأصناف السابقة.  وبالطبع، فقد يجمع المبحوث الواحد أكثر من صنف واحد.


    جدول (2):  عدد المبحوثين حسب أصناف النفايات الصلبة التي يجمعونها


    نوع المخلفات الصلبة

    عدد المبحوثين

    % (من إجمالي المبحوثين)

    معادن بأنواعها

    29

    71

    أثاث منزلي

    6

    15

    أجهزة كهربائية وإلكترونية

    9

    22

    غسالات وثلاجات وأفران

    6

    15

    قطع سيارات

    1

    2

    سيارات كاملة و/أو هياكل سيارات

    2

    5

    محركات ماكينات

    3

    7

    بلاستيك بأنواعه

    9

    22

    كرتون وورق

    3

    7

    بطاريات

    4

    10

    ملابس وأحذية

    4

    10

    زجاج

    3

    7

    إطارات سيارات

    3

    7

    سلع أخرى (قطع خشبية، ماكينات صناعية، مكيفات هواء، فلاتر، وغيرها)

    4

    10

    نستنتج من الجدول (2) أن معظم جامعي النفايات الصلبة (71%) يمارسون جمع المعادن بأنواعها. وبالعادة، فإن جامعي المعادن يجمعون أيضا أصنافا أخرى من النفايات.  كما أن 22% يجمعون الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ونسبة مشابهة أيضا تجمع البلاستيك بأنواعه (بما في ذلك البلاستيك الزراعي)، ثم يأتي (في المرتبة الثالثة) الذين يجمعون الغسالات والثلاجات والأفران (15%)، فضلا عن الذين يجمعون الأثاث المنزلي (15%).  ومن ثم نجد أن 10% يجمعون البطاريات، و10% يجمعون الملابس والأحذية، و10% أيضا يجمعون سلعا أخرى.  وأخيرا، تتوزع النسب الدنيا (7%، 5%، و2%) على محركات الماكينات، والزجاج وإطارات السيارات، والسيارات، وقطع السيارات.

    فيما يتعلق بمصادر النفايات، فإن الجدول (3) يبين عدد ونسبة الذين يجمعون النفايات الصلبة من الضفة الغربية فقط، وعدد ونسبة الذين يجمعون النفايات من الضفة وإسرائيل معا، وأخيرا عدد ونسبة الذين يجمعون النفايات من إسرائيل فقط.


    جدول (3):  عدد المبحوثين الذين يجمعون النفايات من مواقع جغرافية مختلفة

     

    عدد المبحوثين

    % (مدورة)

    النفايات الصلبة من الضفة فقط

    24

    58

    النفايات الصلبة من الضفة + إسرائيل

    6

    15

    النفايات الصلبة من إسرائيل فقط

    11

    27

    المجموع

    41

    100

    وكما يتضح من الجدول (3) والشكل البياني (2)، فإن معظم المبحوثين (58%) يجمعون النفايات الصلبة من سوق الضفة الغربية فقط.  بينما يجمع 15% منهم النفايات من الضفة وإسرائيل معا.  ولو تجاهلنا عملية الجمع من إسرائيل، نجد بأن 73% من الجامعين يجمعون النفايات الصلبة من الضفة الغربية.  وهذا يعني بأن جزءا هاما من النفايات الصلبة يجمعها المبحوثون من الضفة الغربية ليعاد معالجتها و/أو تدويرها، ومن ثم تسويقها في الضفة الغربية أو في إسرائيل (أنظر الجدول 5).  والملفت أن 27% من المبحوثين يجمعون النفايات من إسرائيل فقط، حيث يتم تسويقها في الضفة الغربية، أو يعالج بعضها ويعاد تسويقها في الضفة، ليعاد تصدير جزء منها، لاحقا، كنفايات، إلى إسرائيل.

    الجدول (4) يبين أنواع المعاملات التي يجريها المبحوثون على النفايات الصلبة التي يتم جمعها، وكيفية توزع المبحوثين عليها.

    جدول (4):  توزيع المبحوثين على أنواع المعاملات المطبقة على النفايات الصلبة المجموعة

    نوع المعاملة

    عدد المبحوثين

    % (مدورة)

    كبس

    1

    2

    فرز + كبس

    5

    12

    فصل و/أو فرز

    12

    29

    جمع فقط (وتسويق دون معاملة)

    14

    34

    تقطيع السلع المعدنية لاستخراج المعادن وفرزها

    4

    10

    حرق لاستخراج المعادن

    18

    44

    إصلاح السلع المستعملة

    13

    32

    تغليف

    1

    2

    تدوير (إعادة تصنيع)

    1

    2

    كما نلاحظ من الجدول (4)، هناك تنوع في أنواع المعاملات التي يجريها المبحوثون على النفايات الصلبة التي يجمعونها.  ومن الملفت أن جزءا كبيرا من المبحوثين (44%) يحرقون المخلفات الصلبة للحصول على المعادن.  إلا أن جزءا هاما من المبحوثين (34%) يبيعون السلع المستعملة التي يجمعونها كما هي دون أية معاملة، بينما يعمد 32% منهم إلى إصلاحها.  ويمارس البعض (29%) عمليات فصل وفرز، بينما تقل نسبة الذين يمارسون عمليات فرز وكبس المعادن معا (12%).  كما أن 10% يقطعون السلع المعدنية لاستخراج المعادن منها.  ويمارس مبحوث واحد عملية كبس السلع المعدنية (دون فرزها)، ومبحوث آخر يمارس عملية تغليف (البطاريات)، ومبحوث ثالث يمارس عملية إعادة تصنيع (تدوير) النفايات الصلبة التي يجمعها (سنبحث لاحقا في المنشآت التي تمارس إعادة تصنيع وتدوير النفايات الصلبة).  وبالطبع، بعض المبحوثين يمارسون أكثر من معاملة واحدة.
    الشكل (3) يبين كيفية توزيع المبحوثين على المعاملات المختلفة.

     

    الجدول (5) يوضح أسواق النفايات (الخام و/أو المعالجة) التي يبيع فيها المبحوثون سلعهم.  وكما نلاحظ، فإن جزءا كبيرا من المبحوثين (44%) يسوق سلعه المجمعة (الخام و/أو المعالجة) في السوقين الإسرائيلي والفلسطيني معا.

    جدول (5):  أسواق النفايات الصلبة (الخام و/أو المعالجة)


    السوق

    عدد المبحوثين

    % (مدورة)

    الضفة الغربية

    17

    41

    الضفة + إسرائيل

    18

    44

    إسرائيل

    4

    10

    دول أخرى (الأردن، تركيا...)

    2

    5

    المجموع

    41

    100

    كما أن نسبة قريبة من ذلك (41%) تسوق فقط في الضفة الغربية.  وهذا يشير إلى تشعب علاقات السوق في مجال النفايات الصلبة، بين الضفة الغربية وإسرائيل.  ويتضح هذا الأمر، لو علمنا أن 54% من المبحوثين يسوقون سلعهم لإسرائيل.  بينما نجد أن 5% من المبحوثين يصدرون سلعهم إلى الأردن و/أو تركيا.
    الشكل ( 4 ) يبين كيفية توزيع المبحوثين على أسواق النفايات الصلبة.

    خلاصة:
    تمارس شريحة كبيرة في القطاعين غير الرسمي والخاص عملية جمع الخردة والإلكترونيات والمخلفات كبيرة الحجم، وذلك كجامعين أفراد متجولين، أو ورشات معالجة أو مصانع و شركات تجارية وصناعية.  ويولد العمل في هذا المجال حركة رأس مال تقدر بمئات ملايين الشواقل سنويا، علما بأن  جامعي النفايات الصلبة يتوزعون ما بين التجار الكبار الذين تفوق عوائدهم الشهرية المليون شيكل،  والتجار الوسط الذين تزيد عوائدهم عن 100 ألف شيكل،  والتجار الذين تقل عوائدهم الشهرية عن 100 ألف شيكل.  إلا أن أغلب التجار ينتمون إلى فئة جامعي السلع المستعملة ممن تقل عوائدهم الشهرية عن 10 آلاف شيكل. 
    وتتنوع السلع التي يعكف جامعو النفايات الصلبة على جمعها من مختلف أنحاء الضفة، مثل الخردة المعدنية، والبلاستيك، والأثاث المستعمل، والأدوات الكهربائية، والغسالات، والثلاجات، والأفران، والسيارات الكاملة و/أو هياكل السيارات وغير ذلك.
    ويجمع معظم جامعو النفايات الصلبة المعادن بأنواعها. وبالعادة، فإن جامعي المعادن يجمعون أيضا أصنافا أخرى من النفايات.  ويتم جمع جزء هام من النفايات من الضفة الغربية ليعاد تصنيفها و/أو معالجتها و/أو تدويرها، ومن ثم تسويقها في الضفة الغربية أو في إسرائيل.
    ويسوق جزء كبير من المبحوثين سلعه المجمعة (الخام و/أو المعالجة) في السوقين الإسرائيلي والفلسطيني معا، علما بأن  بعضهم يسوق في الضفة الغربية فقط. 
    ويحرق جزء كبير من جامعي النفايات المخلفات الصلبة للحصول على المعادن.  إلا أن جزءا هاما منهم يبيع السلع المستعملة التي يجمعها كما هي دون أية معاملة، بينما يعمد بعضهم الآخر إلى إصلاحها.  كما يمارس البعض عمليات فصل وفرز.

    ويعمد جامعو النفايات، في حالات كثيرة، إلى الحرق المكشوف للإطارات المطاطية والأسلاك المعدنية والكوابل المغطاة بالبلاستيك وغيرها لاستخراج المعادن، مما يؤدي إلى انبعاث الغازات السامة والروائح الكريهة.    

     

    التعليقات
    الأسم
    البريد الألكتروني
    التعليق
     
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية