September 2010 No (28)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
ايلول2010 العدد (28)
 

5% فقط من الطاقة التي يستهلكها المصباح التقليدي تتحول إلى ضوء والباقي يتحول إلى حرارة!
أكثر من مليار شيقل التوفير الفلسطيني السنوي المتوقع من استبدال المصابيح التقليدية بالمصابيح الموفرة للطاقة (CFL)

جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية

في حال استبدال جميع المصابيح الكهربائية التقليدية بالمصابيح الموفرة للطاقة؛ فما هو المبلغ الذي يمكن توفيره في مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة؟  تقديرات مجلة آفاق البيئة والتنمية تقول بأن التوفير المالي السنوي يتجاوز المليار شيكل سنويا، علما بأن المنزل المتوسط الذي يحوي نحو عشرة مصابيح قد يوفر نحو ألف شيقل سنويا.
التجربة العالمية تؤكد بأن أفقا اقتصاديا ربحيا جيدا يكمن في تخفيض استهلاك الطاقة وزيادة كفاءتها.  ويمكننا؛ بل يجب، منذ هذه اللحظة، البدء في تطبيق هذا التوجه في كل منزل من منازلنا، دون الحاجة لانتظار صدور الأنظمة البيروقراطية الرسمية.  وكل ما هو مطلوب:  القليل من التفكير والمبادرة المجتمعية، والحوافز والابتكار.  وببساطة، يجب الذهاب إلى دكان الأدوات الكهربائية وشراء مصابيح CFL الموفرة للطاقة.
ووفقا لحسابات آفاق البيئة والتنمية، تبلغ التكلفة الكلية للمصابيح التقليدية أكثر من 1,100 شيقل سنويا (في المنزل المتوسط)، مقابل نحو 130 شيقل في حال استخدام المصابيح CFL الموفرة للطاقة.  أي أن هناك توفير بنحو ألف شيقل سنويا في المنزل المتوسط.
وفي حال أن مئات آلاف الوحدات السكنية الفلسطينية تستبدل المصابيح التقليدية القائمة، فإن التوفير المتوقع سيفوق المليار شيقل سنويا.    

سمات المصباح الموفر للطاقة
يستهلك المصباح التقليدي الشائع نحو 100 واط؛ وهو مبذر جدا للطاقة؛ إذ إن 5% فقط من الطاقة التي يستهلكها المصباح التقليدي تتحول إلى كهرباء، بينما تتحول معظمها إلى حرارة وليس طاقة ضوئية.  ومن هنا السخونة الكبيرة التي نشعر بها في المصباح المضاء.
وفي المقابل، يستغل المصباح الفلورسنتي (من نوع CFL ) نحو 70% من الطاقة التي يستهلكها لتوليد الضوء.  وبالرغم من سعره الأعلى؛ إلا أن عمره التشغيلي أطول بكثير من العمر التشغيلي للمصباح العادي، إذ قد يمتد لاثنتي عشرة ألف ساعة.  ولو افترضنا أن فترة إضاءة المصباح الموفر للطاقة ثلاث ساعات يوميا في المنزل متوسط الحجم؛ فعندئذ، سيتم تغييره مرة واحدة كل إحدى عشرة سنة.  بينما يبلغ العمر التشغيلي للمصباح التقليدي نحو ألف ساعة عمل؛ وذلك بافتراض أن فترة إضاءته اليومية نحو ثلاث ساعات، وبالتالي، يجب تغييره مرة واحدة سنويا.
وفي عصر تفتش فيه المجتمعات البشرية عن طرق لتقليص استهلاك الطاقة وانبعاث الملوثات وغازات الدفيئة، فإن المصابيح الموفرة للطاقة تصبح سلعة حيوية.  كما أن عمل المصباح التقليدي يتسبب في انبعاث ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.  وفي المقابل، يستهلك مصباح CFL  –ذو الشدة الضوئية المساوية للمصباح التقليدي- عشرين واط فقط؛ أي أن المصباح الموفر للطاقة يستهلك كهرباء أقل بنحو 80% مما يستهلكه المصباح العادي. 
يضاف إلى ذلك، كفاءة مصباح CFL ، من ناحية الطاقة، أكبر بخمسة أضعاف من المصابيح التقليدية.  وعلى سبيل المثال، مصباح الفلورسنت الذي قدرته 30 واط يولد ضوءا يساوي ما يولده المصباح التقليدي الذي قدرته 150 واط.

الإنارة = 15% من إجمالي الاستهلاك المنزلي للكهرباء
لا يتم التعامل مع الإنارة، غالبا، باعتبارها عاملا جديا في تبذير الكهرباء، علما بأنها تستهلك نحو 10 – 15% من إجمالي الاستهلاك المنزلي للكهرباء؛ وبالتالي، تبلغ تكلفتها نحو 10 – 15% من إجمالي قيمة فاتورة الكهرباء.
وبالرغم من أن المصباح الموفر للطاقة أغلى من المصباح التقليدي العادي (الذي يعمل على أساس صهر السلك المعدني)؛ إذ يبلغ سعر الأول 6.5 – 10 دولار (حسب القدرة والحجم)، بينما لا يتجاوز سعر الثاني دولارا واحدا، بالرغم من ذلك، فإن العمر التشغيلي للمصباح الموفر أكبر بنحو 10 مرات من المصباح العادي؛ أي أن عمره يمتد لآلاف الساعات، علما بأنه في المنزل متوسط الحجم، يتم تغيير مثل هذه المصابيح مرة واحدة كل بضع سنوات.  ولهذا الأمر أهمية كبيرة، لأن تكلفة الطاقة خلال الفترة التشغيلية للمصباح تعد المكون الأهم من إجمالي النفقات عليه.
واستنادا إلى حسابات الطاقة؛ فإن التوفير المتوقع من استبدال مصباح تقليدي قدرته 100 واط بمصباح موفر للطاقة قدرته 20 واط، هو 80 واط لكل ساعة استخدام.  وهذا يعني 144 كيلو واط ساعة سنويا (لكل 1800 ساعة إنارة).

استثمار تسترد قيمته بسرعة
وفي الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، لا يسعنا إلا أن نوصي بتشريع قانون يضمن إخراج المصابيح التقليدية من السوق، تدريجيا.  ووفقا لحسابات أجراها خبراء في الطاقة، تبين أن استبدال المصابيح التقليدية في منازل الضفة الغربية وقطاع غزة وحدها، بالمصابيح الموفرة للطاقة، سيوفر نحو 4% من استهلاك الكهرباء في هاتين المنطقتين، أي ما يعادل مئات ملايين الكيلو واط لكل ساعة سنويا.  وهذا يعني توفير مئات ملايين الشواقل على المستهلكين الفلسطينيين. ولو أضفنا أيضا المنشآت الاقتصادية والمكاتب والمباني العامة (المدارس، المستشفيات، المؤسسات الحكومية وغيرها)، فسيكون التوفير أكبر من ذلك (قد يصل إلى 7%)، علما بأن جزءا من المباني العامة تضاء حاليا بالمصابيح الفلورسنتية.
ولعل المعيق الأساسي الذي يحول دون تحول البلد إلى المصابيح الموفرة للطاقة يكمن في التكلفة؛ إذ إن تكلفة استبدال جميع المصابيح التقليدية في منزل متوسط بمصابيح فلورسنتية موفرة للطاقة، قد تصل إلى 200 – 250 شيقل.  إلا أن للجهات الحكومية المعنية مصلحة في دفع الناس إلى هذا التحول، من خلال الدعم والمحفزات، لأن هذا التحول سيكون، على المدى البعيد، مجديا للمستهلكين وللاقتصاد المحلي.  بمعنى أن المقصود هنا استثمار تسترد قيمته بسرعة، بسبب طول العمر التشغيلي واستهلاك المصابيح الفلورسنتية المنخفض للكهرباء. 
يضاف إلى ذلك، أن الحرارة المنبعثة من المصابيح التقليدية تؤدي إلى تشغيل عدد أكبر بكثير من مكيفات الهواء وتبذير المزيد من الكهرباء، لتبريد المنزل.  كما أن انبعاثات غازات الدفيئة ستكون، في السنوات القادمة مكلفة جدا.  ومن هذه الناحية، لا بد من الاقتداء بالدول الأوروبية التي رفعت قليلا أسعار الكهرباء، أو أنها امتنعت عن تخفيضها حينما انخفضت أسعار الوقود.  وبذلك، يمكن استثمار المبالغ المتراكمة في صندوق خاص هدفه دعم عملية التحول إلى المصابيح الموفرة للطاقة.
وعلى المدى البعيد، فان الإضاءة الأفضل بكثير من الفلورسنت هي ما يعرف بإنارة LED ، باعتبارها الأكثر جودة وفعالية من ناحية الطاقة، والخالية من الزئبق أو التأثيرات السلبية الأخرى على البيئة.  وينتشر، حاليا، هذا النوع من الإضاءة، في داخل شاشات الهواتف الخلوية، وشاشات التلفزيون والإشارات الضوئية، وقد يمر بعض الوقت حتى يصبح شائعا في المنازل أيضا.

العيوب
بالرغم من ميزاته الكثيرة، يحوي المصباح الموفر للطاقة بعض العيوب، أهمها:  احتوائه على الزئبق السام الذي قد يؤذي العمال أثناء مرحلة تصنيعه.  وقد ينبعث الزئبق أيضا من المصباح بعد انتهاء عمره التشغيلي.  ولحل هذه المشكلة الأخيرة، ينتشر حاليا، في معظم الدول الأوروبية، نظام جمع المصابيح الفلورسنتية المستعملة، حيث يتم، في سياقه، تفريغ الزئبق من المصابيح التي يعاد بعد ذلك تدويرها.

 

التعليقات
 
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية