September 2010 No (28)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
ايلول2010 العدد (28)
 

محطات وقود عشوائية داخل الأحياء السكنية تشكل مصدرا لتلوث بيئي وصحي مقلق
شكوك قوية بأن الهواء المحيط بمحطات الوقود الفلسطينية يحوي مستويات مرتفعة من الملوثات الخطيرة

ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

ما عدد محطات الوقود الفلسطينية التي تحوي نظاما خاصا لمعالجة أبخرة الوقود، بهدف تقليص الكميات المنبعثة أثناء تعبئة خزانات الوقود في المركبات؟  الجواب يكاد يقترب من الصفر.  وذلك بالرغم من أن دولاً عدة فرضت، منذ سنين طويلة، وضع مثل هذه الأنظمة في محطات الوقود؛ بل إن تراخيص عمل المحطات تلزم وضع أنظمة لمعالجة الأبخرة.
ومن المعروف أن أبخرة وقود السيارات تحوي مواد سامة مختلفة بعضها مسرطن؛ إذ أن الأبخرة المنبعثة من محطات الوقود تلوث الهواء وتؤذي صحة الجمهور.     
ومن خلال عملية تدقيق أجرتها مجلة آفاق البيئة والتنمية، تبين بأن أيا من الجهات المعنية (وزارة الصحة، سلطة جودة البيئة وغيرهما) لم تجر، في السنوات الأخيرة، فحوصات مخبرية على عينات من الهواء المحيط بمحطات الوقود.  وهناك شكوك قوية، بأن الهواء المحيط بتلك المحطات يحوي مستويات "بِنْزِين" أكبر من المسموح بها حسب منظمة الصحة العالمية. 
وتكمن خطورة أبخرة الوقود في الجو في أنها تتفاعل مع بعض المكونات الهوائية؛ مما يولد ملوثات هوائية جديدة، وبخاصة الأوزون.  وبحسب منظمة الصحة العالمية؛ فإن التعرض للأوزون بمستويات مرتفعة يتسبب في ارتفاع ملحوظ بنسبة أمراض الجهاز التنفسي، والأوعية الدموية والقلب، فضلا عن زيادة احتمال الإصابة بجلطة دماغية.
والسؤال المطروح:  ما هي مستويات الأوزون في الهواء المحيط بمحطات الوقود بداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية؟  هنا أيضا الشكوك قوية بأن تركيز الأوزون أعلى من المسموح به حسب منظمة الصحة العالمية!
بعض محطات الوقود القليلة تحوي نظاما لجمع الأبخرة الناتجة أثناء تعبئة خزانات المحطة، وبالتالي إعادتها إلى الخزانات، وذلك في المحطات المجاورة للمنازل والمواقع الحساسة.

تلوث الأرض والمياه الجوفية
لا تكمن الخطورة البيئية والصحية لمحطات الوقود في الملوثات الهوائية التي تنتجها فحسب، بل ينسحب الأمر إلى  جودة المحطات ومواقعها العشوائية داخل الأحياء السكنية، والتلوث البيئي والصحي الذي تتسبب به للبيئة المحيطة وللأرض المقامة عليها ولباطن الأرض، فضلا عن مدى جدية عمليات المراقبة البيئية والصحية التي يفترض بالجهات المسئولة أن تنفذها، علما بأن بعض الكوارث البشرية والبيئية حدثت في السنوات الأخيرة، كان آخرها كارثة انفجار محطة الوقود في رام الله (أم الشرايط) قبل بضع سنوات، والتي راح ضحيتها مواطنون وأطفال أبرياء.
وفي الواقع، يتسبب الجزء الأعظم من مئات محطات الوقود المرخصة المنتشرة في الضفة والقطاع، في تلوث الأرض، مما يثير شكوكا قوية حول احتمال تلوث المياه الجوفية بالمواد الكيميائية المتسربة من تلك المحطات،  يضاف إلى ذلك انتشار محطات وقود عشوائية وغير مرخصة. 
وحاليا، يعدّ الكشف عن المواد الكيميائية السامة المتسربة من محطات الوقود في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكيفية معالجتها، مسألة عالقة وتفتقر إلى المتابعة والرقابة.  حيث تشكل خطوط أنابيب الوقود وخزانات الوقود الكبيرة والصغيرة مصدرا لتلويث مصادر المياه، علما بأن تسرب الوقود إلى الأرض وباطنها يؤذي الصحة العامة والبيئة.
وتعد مكونات الوقود، مواد سامة قد تسبب تلفا للجهاز العصبي المركزي ولجهاز المناعة وللخصوبة.  كما أن مضافات الوقود (مثل مادة  MTBEالمذابة في الماء) تنتشر لمسافة مئات الأمتار.
وللكشف عن الملوثات المتسربة من محطات الوقود وتركيزاتها، يتم، بالعادة، فحص نسبة الغازات في الأرض، ومن ثم سائر الملوثات السائلة أو الصلبة.
وتعد البنية التحتية لمحطات الوقود المصدر الأساسي لتلوث الأرض.  وتتضمن تلك البنية موقع تعبئة الخزانات، مواقع شحن السيارات بالوقود وأنابيب نقل الوقود من الخزانات إلى مواقع الشحن.  والسؤال المطروح:  كم من محطات الوقود الفلسطينية تعكف، كل بضع سنوات، على إجراء فحوصات لمدى العزل القائم في خزانات الوقود وخطوط الأنابيب؟
ومن أهم أسباب تسرب الوقود في البنية التحتية للمحطات:  الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة، الخلل في البنية التحتية للمحطة ولمواقع شحن السيارات بالوقود، تسرب في الخزان، إصابة أنبوب، تعبئة فائضة لخزانات الوقود في المحطة ولخزانات وقود السيارات وسيلان الوقود عند الانتهاء من تعبئة السيارة بالوقود. 

التعليقات

 إذا كانت السلطات الفلسطينية المختصة عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من الشروط
الصحية والبيئية النظيفة للناس، فما جدوى وجودها إذن؟  التلوث بكافة أشكاله
يخنق الفلسطينيين ويقتلهم، دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا...التلوث
الإشعاعي من أبراج الخلوي، والأدوية الكيماوية في الخضار والفاكهة، والتلوث
الهوائي الكبير من محطات الوقود والمركبات وغير ذلك من أشكال التلوث الممرض
...ناهيك عن التلوث الأخلاقي والوطني...فمن ينقذنا من فوضى هذه التلوثات
المميتة؟

عبد الله ديراوي

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية