بسبب غياب المسؤولية
كارثة بيئية ومكرهة صحية تتعرض لها أراضي بيت فجار وسكانها
ثائر فقوسة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
كان الزائر لوادي سيف الواقع في بلدة بيت فجار فيما مضى يجد نفسه في محمية طبيعية خضراء حيث النباتات والأشجار البرية تزين الجبال المحيطة، كما تملأ أشجار اللوزيات وداليات العنب الوادي الذي يعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في البلدة، فضلا عن كونه متنفساً للتنزه من قبل المواطنين؛ لكن منذ أكثر من ثلاثة أعوام وبفعل تراكم ممارسات البشر غير المسؤولة بحق الطبيعة، سرعان ما تشوهت هذه المحمية وأخذ غطاؤها الأخضر بالجفاف، كما هجرها الزوار وأصبحت مكرهة صحية بسبب تدفق المياه العادمة القادمة من مخيم العروب.
كارثة بيئية
مدير بلدية بيت فجار علي ثوابتة يفيد أن المشكلة بدأت في عام 2007 عندما أنشأت اللجنة الشعبية في مخيم العروب شبكة للصرف الصحي أدت إلى تسريب المياه العادمة، وتلويث أكثر من 2000 دونما من أراضي البلدة المزروعة بأجود أنواع العنب والمشمش والدراق، حيث يصل عرض مجرى السيل إلى أكثر من 10 أمتار، ملوثاً التربة ومحولاً إياها إلى بقعة سوداء جفت معها الأشجار والنباتات، فاختفى عطر الأزهار البرية وحلّ مكانها الروائح الكريهة، كما هجرت الغزلان والأرانب الوادي، وانتشرت بدلا منها الحشرات الضارة.
وتابع ثوابتة حديثه عن المياه العادمة التي تجرى دون انقطاع قدوماً من مخيم العروب باتجاه وادي سيف ومن ثم إلى وادي سعير، وما تسببه من آثار سلبية لم تقتصر على الأراضي الزراعية فحسب، بل تلوث المياه الجوفية حيث يوجد بالقرب من مجرى المياه العادمة العديد من الآبار الارتوازية التي تزود مدينة الخليل وبلدة بيت فجار بالمياه مثل (بئر الصافي).
وحول البحث عن الحلول أضاف ثوابتة: " لقد توجهت البلدية إلى المؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة من أجل وضع حد لهذا الخطر ولكن دون مجيب، وكان الرد الوحيد الذي تلقته البلدية هو بلاغ من وزارة الزراعة تدعو المواطنين إلى ضرورة إتلاف كل المحاصيل والثمار التي تزرع بوادي سيف لأن الفحوصات أثبتت تلوثها بالكامل"
وقد حملت بلدية بيت فجار بدورها اللجنة الشعبية في العروب كامل المسؤولية عن الخراب الذي حل بالمكان ، ختم ثوابتة.
أراضٍ زراعية مهددة بالخراب
"هجرنا الأرض ولم نعد لحراثتها منذ سنتين، تعبُنا طيلة السنوات الماضية ذهب مع قدوم هذا السيل الملعون" بهذه الكلمات بدأ المزارع منيف نذير حديثه، فبعد أن قام بدفع مبلغ 100 ألف شيقل لاستصلاح أرضه من أجل زراعتها، وبعد تجهيزها بأفضل أنواع اللوزيات اخترقت المياه العادمة أرضه وماتت بسببها الأشجار وتحول لون التربة إلى السواد، حتى الحشائش لم تعد تُرى في المكان، كما انتاب المواطنين إحساس بأن عمليات الاستصلاح التي نفذتها المؤسسات الأهلية والحكومية في الوادي والتي تقدر بمئات آلاف الشواقل ذهبت أدراج الرياح؛ لأنها يقع معظمها بالقرب من مجرى المياه العادمة.
المواطنة ليلى زبلح التي تملك أربعة دونمات مزروعة بالعنب في وادي سيف تقول: "كان دخل الدونم الواحد يصل إلى 4 آلاف دينار سنويا، أما اليوم فلم يبق من أشجار العنب إلاّ الحطب كما تحولت الكروم إلى مستنقعات"
وأشارت زبلح إلى أن الفحوصات التي أجرتها بعض المؤسسات أثبتت أن الثمار لم تعد صالحة للاستخدام البشري، وأن لا جدوى من زراعة أي محصول في الأرض؛ مما حدا بها إلى التوجه فوراً إلى البلدية وبعض المؤسسات البيئية لوضع حد لهذه الكارثة، دون أن تتلقى وعوداً أو تطمينات حتى هذه اللحظة .
مسؤولية من ؟
اللجنة الشعبية في مخيم العروب لم ترغب الإفادة بأي تصريحات للمجلة، بل أوصت بالتوجه إلى قسم الصحة في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في مدينة الخليل، وبالفعل تم أخذ إفادة مصدر من الوكالة رفض التصريح عن اسمه، حيث أشار إلى أن مسؤوليتهم مقتصرة داخل حدود المخيم، حيث قاموا بإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي، عبر السماح للمياه بالتدفق في أنابيب مسافة 1700 متر وعرض 30 إنش، بحيث انتهى هذا المشروع بعيد إخراج المياه العادمة من حدود المخيم، لتعتبر الوكالة لاحقاً عدم مسؤوليتها عمّا تبقى من هذا الخطر القادم من العروب.
وتابع المصدر: إن الوكالة تعاونت مع بلدية سعير في تغطية مجرى المياه العادمة في منطقة كوزيبا التابعة لسعير، وغطت ما يقارب 700 متر من أجل حماية السكان من المياه العادمة المتدفقة من وسط البلدة جالبةً للمواطنين العديد من الأمراض، وإلى هذا الحد تعتبر الوكالة نفسها قد أنجزت مهمتها، وتركت المسؤولية لبلدية سعير .
|
|
دمار كبير في أراضي بيت فجار بسبب غرقها بالمياه العادمة |
الإنسان أولا
من جهته أكد مدير بلدية سعير زياد العرامين أن المياه العادمة مصدرها الوحيد هو مخيم العروب والوكالة هي المسؤول الأول والوحيد عنها، وأن أراضي سعير وبيت فجار هما المتضررتان، وتحديداً الأولى لمعاناتها من المياه العادمة المارة في بلدة كوزيبا؛ مما سبّب انتشاراً للأمراض بين السكان وتلوثا للآبار والمحاصيل، الأمر الذي دفع البلدية للتعاون مع وكالة الغوث لحل هذه المشكلة بشكل جزئي تحت شعار حماية السكان أولا، حيث تم سقف مجرى السيل الذي يمر وسط أماكن تواجد المواطنين في نفس الوقت الذي تركت فيه المياه العادمة تتدفق بشكل عشوائي دون رقيب، مما أدى لتحول الأرض إلى مستنقعات.
وتابع العرامين:" رغم أن البلدية على علم بمدى الأخطار التي لحقت بالأراضي الزراعية والمياه الجوفية إلا أن البلدية عاجزة عن إيجاد حل؛ وذلك لضعف الإمكانيات وغياب مؤسسات فلسطينية أو خارجية تدعمها لتتخلص من هذا الخطر، أو تساعدها على إقامة محطة تنقية للاستفادة من هذه المياه".
مؤسسة الوكالة أو البلديات، أطراف تحاول إلقاء اللوم والمسؤولية بعضها على بعض، دون التحرك الفعلي لإيجاد الحل المناسب؛ وأمام هذه الحقيقة ستستمر المياه العادمة بالتدفق، وتدمير ما تبقى من الأراضي الزراعية التي ستصبح غير صالحة للزراعة لمئات السنوات؛ وقد يكون تحرك بلدية بيت فجار لرفع دعوة قضائية ضد اللجنة الشعبية في العروب الخطوة الأولى لفتح هذا الملف
انا طفل عمري 12 سنه من الخليل مرضت وذهبت الى المستشفي الحكومي في الخليل
حيث كنت اعاني من ألم شدشد في البطن وعملت عدة فحوصات داخل المستشفى وخارجه
كلها اثببت اني اعاني بسبب شرب الماء الملوث والطعام الملوث
ارجوكم اوقفوا هذا الثلوث لنعيش نحن الاطفال وانتم الكبار بصحة وعافية
يحيى جواد زبلح
|