May 2010 No (25)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
ايار 2010 العدد (25)
 

مشروع فلسطيني-إسرائيلي مشترك في مجال المكافحة البيولوجية لذبابة الفاكهة

خاص بآفاق البيئة والتنمية

شرعت مؤخرا إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في إطار مشروع مشترك، في مكافحة تكاثر ذبابة البحر المتوسط (ذبابة الفاكهة)، بوساطة وسائل "صديقة للبيئة".  وتمول الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشروع الذي ينفذ في منطقة الأغوار الفلسطينية، وذلك لأن الذبابة يتم "تعقيرها" (جعلها عاقرا) بواسطة أشعة مؤينة.  ويزود الذباب العاقر   مصنع "بيو بْلِي" الإسرائيلي الكائن في كيبوتس "سديه إلياهو".
ويهدف المشروع إلى تقليص تكاثر الحشرة الرئيسية التي تؤذي المزروعات في المنطقة؛ فالذباب العاقر يضلل إناث الذباب، ولدى تزاوجهما لا ينتج شيئا، مما يقلل التكاثر الطبيعي للذباب.  ويعد استخدام الذباب العاقر أسلوبا "صديقا للبيئة"، وهو أسلوب بيولوجي بديل للمكافحة الكيماوية.
وتتسبب ذبابة البحر المتوسط أو ذبابة الفاكهة في أضرار كبيرة لمحاصيل الفاكهة، ويعد حوض البحر المتوسط مكان تواجدها الأصلي؛ إلا أنها انتشرت في مناطق مختلفة في العالم، بعيدا عن منطقتها الأصلية.
وتضع إناث الذباب اليافع بيضها تحت قشرة الفاكهة، وبخاصة في خدوش القشرة؛ فتنبثق اليرقات من البيض بعد ثلاثة أيام من وضعه، لتنمو، بعدئذ، في داخل الفاكهة.  وتتغذى اليرقات على لب الثمرة، وتسقط الثمار المصابة على الأرض،؛ حيث تخرج منها اليرقات التامة النمو للتحول إلى عذارى.
وبالرغم من أن الذباب البالغ لا يستطيع التحرك مسافات طويلة، إلا أن التجارة العالمية للفاكهة أدت إلى انتشار الفاكهة المصابة بيرقات الذباب في مسافات تبعد آلاف الكيلومترات عن موطنها الأصلي.
وفي سياق ردها على استفسار "آفاق البيئة والتنمية" أفادت وزارة الزراعة الفلسطينية أن مشروع المكافحة البيولوجية عبارة عن مشروع إقليمي، تشترك فيه كل من إسرائيل، والأردن، والسلطة الوطنية الفلسطينية، وهو مموّل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنفذه وزارات الزراعة / خدمات وقاية النبات في كل دولة مشاركة.
وأوضحت الوزارة الفلسطينية أن المشروع ابتدئ العمل به منذ عام 2003، في كل من الدول الثلاث، ولكن بسبب الأوضاع الأمنية التي سادت المنطقة منذ تلك الفترة، فقد تأخر تنفيذ نشاط المشروع في الضفة الغربية، حيث كان من المقرر أن ينفذ في كل من قطاع غزة، ومناطق الأغوار في الضفة الغربية.
ويهدف الـمشروع إلى تطبيق تقنية متطورة في مكافحة ذبابة الفاكهة التي أصبحت تتصدر قائمة الآفات التي تهلك ثمار الفواكه في الأراضي الفلسطينية.
وأوضحت الوزارة أن تقنية "الذكور العقيمة" تهدف إلى تقليل أعداد الآفة في الـمراحل الأولى، ومن ثم تقليل استخدام الـمبيدات الكيماوية، وصولاً إلى استئصال هذه الآفة نهائياً في الـمراحل اللاحقة.  وينفذ المشروع في منطقة الأغوار في محافظات نابلس ، طوباس ، أريحا، وتم اختيار منطقة الأغوار لأن الأردن وإسرائيل ينفذان مثل هذا المشروع في منطقة الأغوار.  كما أن منطقة الأغوار تعتبر معزولة زراعيا، وهو متطلب أساسي لضمان نجاح هذه التقنية، حيث يجب أن تتوافر مساحة عازلة ما بين منطقة إطلاق الحشرات العقيمة والمناطق الأخرى التي تتواجد بها عوائل عديدة لهذه الآفة.
وأشارت وزارة الزراعة الفلسطينية إلى أن الهدف الرئيسي من المشروع هو تخفيض أعداد حشرة ذبابة الثمار أو ذبابة البحر الأبيض المتوسط إلى مستويات منخفضة جدا وبالتالي تخفيض نسبة الإصابة؛ بحيث تصبح منطقة الأغوار خالية من هذه الحشرة وبالتالي يمكن الاستثمار بها وزراعة الخضار والفاكهة حسب متطلبات الأسواق العالمية، والتصدير إلى الأسواق التي تشترط الإنتاج بمناطق خالية من ذبابة البحر الأبيض المتوسط.
ومن جانبه قال وزير الزراعة الإسرائيلي "شالوم سمحوني" إن الزراعة "جسر للسلام"؛ وإن المشروع الحالي ينفذ في إطار "التعاون" في المجال الزراعي بين إسرائيل  والسلطة الفلسطينية.      

 

التعليقات

لفت نظري بأن هذا المشروع المشترك بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لم يسمى
تطبيعا...بينما سمي مشروع الطاقة الذي سبقه تطبيعا...لماذا هذا التضليل وعدم
المصداقية؟
جاسر عسقلاوي

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية