May 2010 No (25)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
ايار 2010 العدد (25)
 

مجاري مستوطنة "شعار هتكفا" تستهدف مدرسة عزون عتمة الثانوية

رائد جمال موقدي
خاص بآفاق البيئة والتنمية

تعتبر مدرسة ذكور عزون عتمة – بيت أمين ضحية من ضحايا الاحتلال الذي زرع على التلال المجاورة والمطلة على المدرسة مستوطنة "شعار هتكفا" المحيطة بالمدرسة.  ولم يسلم الطلبة يوما واحدا على مدار سنوات الاحتلال،  وبخاصة خلال فترة انتفاضة الأقصى، من اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم والمتمثلة بإلقاء الحجارة والنفايات في ساحة المدرسة، بل وصل بهم الأمر إلى ضخ مياه المجاري من خلال أنابيب شبكة الصرف الصحي صوب ساحة المدرسة، لتجري بعدها في الوديان، مما ترك تشوها نفسيا لدى الطلبة تمثل في حالة الخوف المستمر مما هو آت؛ فهم مهددون في أية لحظة باعتداء جنود الاحتلال والمستوطنين عليهم وذنبهم الوحيد هو وجود مدرستهم بجوار المستوطنة المذكورة.
مدرسة ذكور عزون عتمة ساهمت وتساهم في بناء وإعمار المنطقة، منذ سنوات طويلة.  وقد تأسست عام 1962 كنواة تعليمية يدرس فيها اليوم عدد لا يستهان به من أبناء قريتي عزون عتمه وبيت أمين المجاورة؛ حيث تخرج فيها عدد كبير من الطلبة  يساهم قسم كبير منهم  اليوم  في بناء مؤسسات الوطن وخدمة المنطقة في شتى جوانب الحياة  التنموية والعلمية، رغم التحديات والأخطار المحيطة بالمدرسة التي  استهدفها ويستهدفها الاحتلال مرارا وتكرارا لكونها إسفينا في قلب المخطط الاستيطاني في أراضي المنطقة. فعراقتها ومكانتها العلمية لم تشفع لها وتحميها من ممارسات الاحتلال الخارج على القوانين والأعراف الدولية.
يشار إلى أن عملية ضخ مياه الصرف الصحي من المستوطنة  باتجاه المدرسة أصبحت  منظراً "مألوفا" للطلبة والمعلمين؛ حيث يعمد المستوطنون بين الفينة والأخرى إلى ضخ كميات كبيرة من مياه المجاري صوب المدرسة التي تقع أسفل المستوطنة مباشرة، لترقد تلك المياه الآسنة في ساحة المدرسة وبين الصفوف الدراسية، وتغمر عدداً كبيراً من الصفوف بمياه الصرف الصحي؛ فتتعطل المسيرة التعليمية بضعة أيام لتتحول المدرسة من منارة للعلم إلى مكرهة صحية ومصدر للأمراض والروائح الكريهة بشكل لا يتخيله إنسان، علما بأن هذه النفايات السائلة حتى بعد جفافها تبقى مصدرا لجلب الحشرات والأمراض إذا لم تعالج بشكل جيد.


وحول ذلك يعقب السيد عزمي رئيس المجلس القروي في قرية عزون عتمة قائلا:  "هذه ليست المرة الأولى التي تضخ فيها المستوطنة مياه المجاري صوب المدرسة والأراضي المحيطة؛ لقد تكرر هذا الموضوع بضع مرات؛ وهذا دليل قاطع على استهتارهم بالتعليم واستهتارهم بحياة أبنائنا.  لقد خاطبنا الجهات الإسرائيلية المسئولة، من خلال الارتباط المدني الفلسطيني، أكثر من مرة في هذا الموضوع، ولكن دون جدوى؛ فنحن  نتلقى من الاحتلال الوعود فقط لحل المشكلة ولكن على ارض الواقع لم يتغير أي شيء، بل إن المستوطنين معنيون بتلوث المنطقة؛ حيث إن شبكة الصرف الصحي التابعة للمستوطنة  تبقى أحيانا أياما طويلة دون إصلاح ومعالجة، فتتدفق مياه المجاري على الأراضي الزراعية والبنية الأساسية للمدرسة".
من جهته يعقب السيد نصر مفلح مدير الارتباط المدني الفلسطيني قائلا: "أجرينا اتصالات عديدة مع الارتباط المدني الإسرائيلي وتلقينا وعودا بحل المشكلة، علما بأن الاحتلال يتظاهر أحيانا بأنه لا يدري بالمشكلة وبأنه سيفحص الموضوع، ثم نتلقى منه بلاغا بأنه عالج المشكلة؛ رغم أننا نؤكد على ضرورة حلها بشكل جذري".

حق الأطفال في التعلم
   على الرغم من أن اتفاقية حقوق الطفل تمثل إطار عمل شامل لحماية حقوق الأطفال على المستويين الوطني والدولي، بعد مصادقة 193 دولة عليها وبعد مرور عشرون عاما على اعتمادها، إلا أن انتهاكات حقوق الأطفال ما زالت مستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث لامست تلك الانتهاكات كافة الحقوق التي ضمنتها الاتفاقية.  علاوة على ذلك لم يتم احترام هذه الحقوق والترويج لها بالدرجة الكافية حتى الآن، كما أن فرص الأطفال ما زالت محدودة في الوصول إلى نظام العدالة والحصول على الإنصاف.
وإسرائيل كدولة طرف في اتفاقية حقوق الطفل الدولية لم تف بأي من التزاماتها تجاه الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فدولة إسرائيل تعتبر المنتهك الأكبر لحقوق الأطفال الفلسطينيين، وما زال الأطفال الفلسطينيون يتعرضون للعديد من الانتهاكات التي طالت الحقوق الأساسية للإنسان وبخاصة الحق في الحياة والصحة والتعلم، نتيجة حالة العدوان المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على كافة حقوقهم التي كفلتها لهم الشرائع الدولية.

عزون عتمة وشبح الاحتلال
قرية عزون عتمة الوادعة الجميلة كانت لفترة ليست ببعيدة مركزاً تجاريا وزراعيا يرفد المنطقة بخيراته المختلفة، لكن كابوس الاحتلال حول حياة سكانها إلى جحيم لا يطاق، حيث لم تسلم القرية من همجية الاحتلال وممارساته التي حولت القرية إلى سجن كبير؛ وذلك بإقامة جدار الفصل العنصري الذي يتلوى حول القرية كالأفعى، ابتداء من الجهة الشمالية للقرية باتجاه الغرب ثم الجنوب.  بالإضافة إلى شبح الاستيطان الذي ينشر خيوطه على أطراف القرية الجنوبية والشرقية ليأتي دوره مكملا لدور الجدار العنصري في إحكام السيطرة على القرية من جميع الجوانب، ليكتمل بذلك عزل السكان عن محيطهم الفلسطيني.
يشار إلى أن الآثار التدميرية للمستوطنات والجدار العنصري  طالت جميع نواحي الحياة  التعليمية منها والصحية والبيئية حيث تعتبر مدرسة ذكور عزون عتمة – بيت أمين أكبر شاهد على ذلك، فالمدرسة التي بنيت منذ بداية عقد الستينيات من القرن الماضي تعاني منذ منتصف السبعينيات حين أقيمت مستوطنة "شعار هتكفا" من مياه المجاري المتدفقة منها باتجاه المدرسة لتكمل طريقها باتجاه وادي بيت أمين، محولة المدرسة والمنطقة إلى مكرهة صحية لا تطاق، حيث غمرت مياه المجاري صفوف المدرسة وألحقت أضرارا كبيرة في صفوف المدرسة.

 

التعليقات

هذا جزاء ما وقع عليه جماعة أوسلو، حيث منحت للمحتل كل المياه، وتركت لنا
بالمقابل المياه العادمة ...
ناظم صفافرة

 

ما قاله ناظم صفافرة صحيح، بل هناك اتفاقات مع الصهاينة وقعها فلسطينيون،
منحت الشرعية لوجود الاستيطان على الأرض الفلسطينية، كما اتفاق الخليل عام
1997...
سامح بارودي

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية