الحديقة المنزلية الخضراء في ظل جائحتي الاحتلال والكورونا


جورج كرزم / خاص بآفاق البيئة والتنمية


حديقة عضوية تمتاز بالتربة الخصبة والتنوع النباتي وتدوير المخلفات الزراعية إلى سماد طبيعي

إذا كانت أمام بيتك فسحة من الأرض، فلماذا لا تحولها إلى حديقة غَنَّاء وممتعة للنظر، يلوذ بها الفراش والنحل والعصافير، فتصبح مَوْئِلا للحياة الطبيعية؟

اسأل المشاتل عن نوعيات نباتية محلية وبلدية.  فأشتال الأشجار من البذور المحلية تعمر مدة أطول، لأنها أكثر تأقلما مع المناخ المحلي والتربة.

لا تنزلق إلى استعمال الأدوية الكيماوية في حديقتك، لأنها تقتل الحشرات النافعة والفراش والعصافير والكائنات الصغيرة المفيدة.  خصص زاوية في حديقتك للأعشاب التي تجتذب الفراش، مثل الهِنْدباء، والبرسيم، والشوك والقُراَّص، علما أن بعض هذه الأعشاب، كالهندباء والخُبيز وورق اللسان، تضفي لمسة مميزة لحديقتك، وتَُعد غذاء صحيا ولذيذا، وهي سهلة الزرع، وتجتذب النحل والفراش. 

ازرع الأعشاب التي تمتاز بخصائص طبية، مثل الزعتر، والبابونج، واليانسون، والنعنع، والبقدونس، والمريمية والحبق.  أضِف هذه الأعشاب إلى نظامك الغذائي.

لا تحرق أوراق الأشجار المتساقطة وبقايا النبات، لأنك بذلك تقتل الكائنات النافعة، وتقضي على مصدر غذائي طبيعي وغني لحديقتك.  وبدلا من الحرق، كوِّم الأوراق والأعشاب الميتة، لتتحول إلى سماد عضوي، بعد بضعة أسابيع.

السماد العضوي يغذي التربة ويغنيها بالمعادن والمغذيات اللازمة؛  لذا، عَزِّز كومة السماد العضوي بفضلات الطعام، والرَوْث والأوراق وغيرها من نفايات الحديقة.  لكن، لا تستعمل كومة السماد إلا بعد أن تتحلل مكوناتها كليا، بعد نحو ستة أشهر.

السماد العضوي ضروري وحيوي لكل حديقة، لأنه يُعيد إلى التربة المغذيات التي أخذتها منها النباتات، أو المغذيات التي فقدتها بسبب الأمطار.  والنبات إذا افتقر إلى الغذاء، سيموت حتما.

ازرع الخضار البلدية، دون معالجة كيماوية.  وبذلك، تضمن غذاء صحيا ونظيفا من الأسمدة والمبيدات المُمْرِضَة.  

تجنب تغطية مساحات معينة من الحديقة بالإسمنت، لأن الإسمنت، يشكل حاجزا يحول دون وصول الطاقة الشمسية الحيوية إلى التربة؛ وبالتالي، تصبح الأرض التي تحت الإسمنت عقيمة وغير نافعة.  فضلا عن أن الإسمنت يمنع تصريف المياه.  فإذا رغبت بعمل ممرٍ أو فناءٍ في الحديقة، استعمل الحجارة أو الخشب أو القرميد، حيث إنها لا تقتل التربة، وتتيح للعشب بأن يستمر في النمو.

إن الأزهار المحلية، كالريحان والقرنفل والخُزامى وغيرها، تضفي على حديقتك روائح عطرة وألوانا جميلة، كما أن الحشرات النافعة، وبخاصة الفراش، تَنْجَذِب إليها.  لذا، ازرع الأزهار المحلية من بذور قد تجدها لدى جيرانك، أو من مزارعين في منطقة سكنك.  ويمكنك أيضا، أن تزين بيتك بهذه الأزهار التي لم ترش بمواد كيميائية، بدلا من شرائها من السوق.

نباتات مترافقة وبذور بلدية

تذكر، أن النحل يشكل جزءا مهما في الحديقة، لأنه ضروري لعملية التلقيح الطبيعي والمتبادل للأشجار والزهور.  كما أن النحل ينجذب إلى كومة السماد الطبيعي.  فلا تؤذه، لأنه، لا يهاجم الإنسان ما لم يستفزه أحد.

ازرع النباتات المترافقة التي تقوي بعضها بعضا، وتُنَفِّر الآفات والحشرات الضارة، وتوفر المعادن للنباتات المجاورة. 

وعلى سبيل المثال، ازرع النعنع المنفر للحشرات، مع البندورة.  وازرع البصل والثوم مع البطاطا والملفوف، علما أن البصل والثوم يفرزان مواد تعمل على مكافحة ما يعرف بفطر اللفحة الذي يصيب البطاطا، وفطر "الأسْكوهِيدو" الذي يصيب الملفوف.  ويمكنك أيضا أن تزرع الفاصوليا مع الزعتر والبابونج والنعنع والمريمية.  أو أن تزرع الكوسا واليقطين مع الذرة، أو الباذنجان مع المريمية والبابونج والحبق.

يفضل دائما أن تزرع بذورا محلية لنباتات تناسب بيئتنا المحلية.  فحاول أن تُخَزِّن وتنتج البذور البلدية بنفسك.  ولدى الضرورة، استعمل بذورا وأشتالا  من شركات موثوق بها، وتبيع بذورا غير معالجة بالمواد الكيميائية.  فالبذور غير الملوثة بالكيماويات تكون أقوى، وأكثر قدرة على مقاومة الآفات.

من الضروري أن تُقَلِّبَ التربة بين الفينة والأخرى، لأنك تمنحها بذلك متنفسا، وتتيح مجالا لتصريف المياه، فضلا عن إبعاد الآفات المؤذية عن جذور النباتات.

وتذكر أيضا، أن وجود عشبة القُراَّص في حديقتك هو دليل على أن التربة غنية وخصبة.  ولعشبة القراص استعمالات عديدة.  فاجمع القراص، وضعه في وعاء محكم الإغلاق، ثم غطه بالماء واتركه فترة زمنية تتراوح بين أربعة أسابيع إلى ستة.  عندئذ يمكنك استعمال محلول القراص الناتج، كما هو ودون تخفيف، كمبيد للآفات في الحديقة.  أو يمكنك أيضا، تخفيف المحلول بالماء، بنسبة 1 إلى 10، فتحصل على سماد مجاني وغني جدا بالمعادن.