مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
نيسان 2012 العدد-43
 
Untitled Document  

إسرائيل تخصص مئات ملايين الدولارات لما يسمى مشروع "تطوير وتأهيل البحر الميت"
المشروع الإسرائيلي يثبت ويعمق تدمير "الميت"

المصانع الإسرائيلية على البحر الميت مصدر أساسي لتدميره وجفافه

ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

خصصت الحكومة الإسرائيلية في شباط الماضي مبلغ 830 مليون شيقل (نحو 220 مليون دولار أميركي) لما أسمته "تطوير وتأهيل البحر الميت".  وستغطي معظم الموازنة "تطوير" المنطقتين السياحيتين على البحر الميت والمسماتين "تامي زوهر" و"عين بوقيق" وما بينهما، فضلا عن "تأهيل ومعالجة المناطق والبنى التحتية التي تضررت أو التي يخيم عليها الخطر".
وسينفق على المشروع الإسرائيلي الذي سيمتد في الفترة 2012-2016، نحو 374 مليون شيقل على "تأهيل" منطقة عين بوقيق وتطوير البنى التحتية السياحية وتقديم منح للفنادق.  كما سينفق مبلغ 60 مليون شيقل لأغراض الجذب السياحي.  وسيخصص مبلغ 12 مليون شيقل لتنفيذ دراسة مسحية بيئية سينجزها المعهد الجيولوجي الإسرائيلي الذي سيركز على متابعة مشكلة الحفر البالوعية.  وعند إنجاز المشروع؛ تتوقع الحكومة الإسرائيلية أن يرتفع عدد الغرف الفندقية المعروضة من 4000 إلى 6500. 
ويهدف المشروع الإسرائيلي، بشكل أساسي، إلى تحويل البحر الميت إلى أحد المواقع السياحية الرائدة في العالم؛ وهو لا يمس من قريب أو بعيد مشكلة استنزاف المصانع الإسرائيلية للموارد الملحية الطبيعية في البحر، علما بأن المصانع الإسرائيلية تستنزف سنويا أكثر من 250 مليون متر مكعب من مياه البحر الميت.  بل إن برك التبخير التابعة للصناعات الإسرائيلية في البحر الميت مسؤولة عن أكثر من 40% من مقدار الهبوط في مستوى المقطع الشمالي من البحر، ما أدى إلى تدمير القيم والثروات البيئية الكامنة فيه.  بمعنى أن المشروع الإسرائيلي يثبت ويعمق مواصلة النهب والاستنزاف الإسرائيلي لمياه حوض نهر الأردن، هذا النهب الذي يعد السبب الرئيسي للتدمير الحاصل للبحر الميت.  فالإستثمار الإسرائيلي بالمشاريع السياحية في البحر لن يحل أزمة جفاف وتلوث البحر الذي ينخفض مستواه بما معدله 1 – 1.5 متر سنويا، بل سيفاقمها؛ خاصة لو علمنا أن هذا البحر الفريد من نوعه الذي يعد المنطقة الأكثر انخفاضا في العالم، يعاني من تدفق يومي لكميات هائلة من المياه العادمة الإسرائيلية من مناطق القدس والسفوح الجبلية المحيطة بالبحر؛ ما يفاقم تدهوره البيئي. ويجهل معظم السياح ونزلاء الفنادق الإسرائيلية المحيطة بالبحر الميت، وبخاصة فنادق "عين بوقيق"، حقيقة أن المياه العادمة الملوثة بكميات هائلة من المكونات العضوية والبكتيرية تتدفق من فنادقهم إلى البحر الميت، عبر أنابيب خاصة، لتقطع مسافة بضع عشرات أو مئات من الأمتار.
وبالرغم من ذلك، تم إدخال البحر الميت إلى قائمة المرشحين للفوز بموقع أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة، باعتباره يحوي مكونات نادرة من القيم الجمالية والطبيعية والتراثية والعلاجية، في المستويين المحلي والعالمي.
ومن المعروف أن استمرار هبوط مستوى سطح البحر الميت، وبالتالي التغييرات المتواصلة في موقع خط الشاطئ، ناتج عن شح المياه المتدفقة إلى نهر الأردن وروافده، نظرا للنهب الإسرائيلي الضخم لمياه بحيرة طبرية وسائر المصادر المائية المغذية لنهر الأردن، وبالتالي، المغذية للبحر الميت. 
كما أن الادعاء الإسرائيلي بدراسة مشكلة الحفر البالوعية الخطرة الآخذة بالتكاثر والاتساع منذ بضع سنوات، يتجاهل حقيقة أن سبب هذه الظاهرة هو تحديدا النشاط الصناعي الإسرائيلي في البحر والذي تسبب في خلخلة تركيز الطبقات الملحية المختلفة في البحر؛  فأصبحت بعض الطبقات العليا أكثر حلاوة (أقل ملوحة) وبالتالي عملت على إذابة كتل الأملاح التحت أرضية على الشاطئ، ما أدى إلى انهيار الأرضية وتكون الحفر البالوعية.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية