November 2010 No (30)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2010 العدد (30)
 

معظم البلديات والمجالس المشتركة في الضفة الغربية لا تمارس عمليات فصل أو فرز أو تدوير للنفايات الصلبة
مكب زهرة الفنجان في جنين ومحطة الصيرفي في نابلس قطعا شوطا مميزا في معالجة النفايات

 

هذا التقرير عبارة عن تحليل ومناقشة الجزء الثالث من المعطيات الميدانية للدراسة التي أعدها مركز العمل التنموي/معا، بهدف توفير خلفية معلوماتية وتحليلية مساعدة لبلورة الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بإشراف كل من اللجنة التوجيهية للإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة والفريق الفني بقيادة سلطة جودة البيئة، وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ ) / برنامج إدارة النفايات الصلبة. 
____________________________________________

 

 

 

 

 

يتفاوت مدى نشاط وتدخل مجالس الخدمات في إدارة عمليات جمع النفايات الصلبة ومعالجتها و / أو التخلص منها.  وفي معظم الحالات، البلديات، هي التي تتولى الإشراف الفعلي المباشر على عمليات إدارة النفايات والتخلص منها في المكبات، باستثناء مجلسي إدارة النفايات في أريحا وجنين.  ففي الحالة الأولى، يقتصر عمل بلدية أريحا على تنفيذ الجمع الأولي فقط من الحاويات والشوارع (الجمع الأولي في مخيمات أريحا من مسؤولية وكالة الغوث)، بينما يتولى المجلس المشترك مسؤولية الإشراف على ومتابعة سائر المراحل المرتبطة بما بعد وصول النفايات إلى المكب.  كما أن مكب زهرة الفنجان يدار فعليا من قبل مجلس الخدمات المشترك في جنين، حيث تمارس في المكب بعض عمليات الفصل والفرز، بل وجرش البلاستيك (هذا ما سنعالجه لاحقا).

في سائر المحافظات، فإن البلديات لا تزال عمليا مسؤولة عن مختلف مراحل الجمع والنقل والتخلص من النفايات في المكبات.  باستثناء محافظة نابلس، حيث تتولى البلدية مسؤولية جمع ونقل النفايات إلى محطة الصيرفي (قطاع خاص) التي تصبح، حال وصول النفايات إليها، مسؤولة عن مراحل معالجة النفايات في المحطة (سنعالج هذه المسألة لاحقا).  وقد أعدت بلدية نابلس، مؤخرا، دراسة جدوى لمشروع تدوير النفايات الصلبة خاص بالبلدية، حيث استكملت الدراسة الفنية للمشروع، ودراسة الجدوى المالية.  ويتوقع أن تتم عمليات فصل للمواد المختلفة وبيعها، فضلا عن تصنيع الكمبوست وتسويقه. 
وفي رام الله، لا يزال مجلس الخدمات المشترك غير فاعل ويقتصر دوره، حتى إعداد هذا التقرير، على رسم الخطط والاستراتيجيات المستقبلية. 
وباستثناء مجلس الخدمات المشترك في جنين، لا يمارس أي من سائر المجالس والبلديات أي عملية فصل أو فرز أو تدوير للنفايات الصلبة العادية والخطرة.  لكن، مجلس الخدمات المشترك في أريحا، يمارس عملية هرس وضغط وطمر النفايات الطبية في موقع خاص بمكب أريحا، بعيدا عن النفايات العادية.
كما هناك مبادرة من قبل مستثمر خاص لجمع الكرتون من بعض أحياء مدينة رام الله، حيث وضعت في بعض الشوارع أقفاصا معدنية لفصل الكرتون، ومن ثم يتم جمعها وكبسها وتصديرها  لإسرائيل (المحاولة تواجه بعض الإشكالات الفنية والتنسيقية بين المبادر الخاص والبلدية).

مكبات النفايات ومحطات المعالجة والترحيل:
باستثناء مكب زهرة الفنجان (جنين) ومحطة الصيرفي (نابلس)، فإن كميات النفايات الصلبة العادية والطبية والخطرة اليومية التي تصل إلى مكبات رام الله، البيرة، صوريف-بيت أمر (مكب عشوائي)، يطا (الخليل)، والمكبات العشوائية خارج مكب يطا، تقدر بـ 688 طن. 
ولو تتبعنا إجمالي كمية النفايات الصلبة اليومية على مستوى محافظات بيت لحم، الخليل، طولكرم، أريحا وطوباس، فنجد بأنها تقدر بنحو 943 طن.  ويتم التخلص من جميع هذه الكميات، فضلا عن الكميات التي تصل يوميا إلى مكبي رام الله والبيرة (142 طن)، دون أي معالجة أو فصل أو فرز أو تدوير، سواء للنفايات العادية أو الخطرة.  لكن جامعي الخردة والقطاع الخاص يجمعون بعض النفايات (مثل المعادن والبلاستيك) من المكبات (ما عدا مكب رام الله، حيث منع النباشون من النبش والتنقيب).   
وفي نطاق بلدية البيرة، يوجد فرز قليل  للكرتون، إذ أن 30% من حجم الكرتون يعود لشركة خاصة.  كما أن البلدية تسمح للنباشين بدخول مكب البيرة لفصل وجمع الخردة المعدنية والخشب والكرتون، لصالحهم مجانا.
أما في مكب أريحا، فيسمح مجلس الخدمات المشترك للنباشين بالدخول إلى أرض المكب (تحت إشرافه) للتقليل من كميات النفايات التي لا تتحلل. وقد كان الطلب الأكبر، في الماضي، على الحديد، وذلك قبل هبوط سعره. وحاليا، يركز النباشون على نفايات البلاستيك والكرتون (كمواد خام)، وبخاصة من قبل التجار وشركات صناعة الورق.  إلا أن المجلس المشترك لا يجني أي عائد مالي من عمل النباشين.
وكما ذكرنا في القسم الأول المتعلق بجامعي النفايات الصلبة من القطاعين غير الرسمي والخاص، فإن جامعي الخردة المتجولين يجمعون ويفرزون أصنافا معينة، وهذه الكميات غير مشمولة ضمن كميات النفايات التي تجمعها البلديات أو المجالس المشتركة.

مكب زهرة الفنجان:
يستقبل مكب زهرة الفنجان 400  طن يوميا من النفايات الصلبة (المنزلية والصناعية والطبية وغيرها)، تفرغ في خانة الطمر الصحي، حيث يفصل العمال (يدويا) بعض أنواع البلاستيك والمعادن (أثناء فرد النفايات وإعدادها للطمر) ثم تطمر النفايات بالتراب.  البلاستيك المفروز يغسل وينشف ويطحن (في المكب) ويباع محليا.  بعض المعادن تباع لجامعي الخردة.  وحاليا لا يوجد معالجة للنفايات العضوية، لكن توجد خطة مستقبلية لذلك.  كما لا يوجد معالجة خاصة للنفايات الخطرة، بل تكون مختلطة وتعامل بالطمر مع سائر النفايات.
ويبيع المكب 600 كلغم بلاستيك مطحون يوميا لمعامل محلية في المحافظة.  وتبلغ تكلفة فصل وفرز ومعالجة البلاستيك 1500 شيكل للطن، بينما يبلغ سعر طن البلاستيك المطحون 2000-2500 شيكل.
وتقدر الكمية المباعة شهريا بـ 18 طن (600 كغم يوميا × 30= 18,000 كغم).  وبناء عليه، يقدر العائد الشهري بـ 45,000 شيكل (18 طن × 2500 شيكل).

محطة الصيرفي:
تعد محطة الصيرفي الأولى من نوعها في الضفة الغربية، وهي عبارة عن نقطة تجميع، إذ أن السيارات الصغيرة تفرغ حمولتها في المحطة، ومن ثم تنقل، بعد الفصل، إلى حاويات أكبر، الأمر الذي يقلل تكاليف النقل. 
يصل إلى المحطة 140 طن (يوميا) من النفايات الصلبة المنزلية والطبية والصناعية وتلك من المسلخ وغيرها، وتكون مختلطة.  وتتقاضى المحطة مبلغ 15 شيكل/طن نفايات تستقبلها، علما بأن معدل الاستقبال اليومي 140 طن (أي أن معدل ما تتقاضاه المحطة يوميا عن 140 طن نفايات هو: 2100 شيكل).
وحال وصول النفايات إلى المحطة، توضع على أقشطة تنقلها إلى غربال كبير يفصل المواد العضوية عن سائر المواد. ومن ثم يلقي بها إلى قشاط آخر يقوم العمال، يدويا، بالتقاط وفصل مختلف أنواع النفايات المراد فصلها، ثم تحمل النفايات المتبقية (غير المفصولة) في حاويات كبيرة ترحل إلى زهرة الفنجان حيث تطمر طمرا صحيا، علما بأن النسبة المتبقية للترحيل إلى مكب زهرة الفنجان (قياسا بالكمية الواردة) تصل إلى 45% (يصل إلى المحطة ما معدله 130 طن نفايات صلبة يوميا، يرحل منها إلى زهرة الفنجان ما معدله 40-60 طن).
المواد العضوية توضع حاليا في قطعة أرض مقابل المحطة لاستخدامها في إنتاج الكمبوست.  ويتم حاليا فصل 50 طن نفايات عضوية يوميا سيتم قريبا تدويرها إلى كمبوست. وهذه الكمية (50 طن/يوم) توفر بلدية نابلس تكاليف نقلها إلى زهرة الفنجان. 
المواد التي يفصلها النباشون في المحطة تباع لجهات مختلفة، كما يلي:
الكرتون: يباع كميات قليلة منه (500 كلغم/يوم) إلى إسرائيل
المعادن: إلى جامعي المعادن في المنطقة
البلاستيك (القاسي): يباع لبعض المصانع المحلية (لتصنيع أدوات بلاستيكية)
ويقدر العائد الشهري من البيع للخارج بـ 3600 شيكل (12طن كرتون(شهريا)×300 شيكل).
وحاليا، فإن العائد الحقيقي من التسويق هو لصالح النباشين الذين يعملون على فصل المواد المختلفة، إذ يوجد 5-7 نباشين يفصلون البلاستيك القاسي والأثاث الخشبي وبعض الكرتون، والمعادن (وبخاصة النحاس والألمنيوم). ويجمع النباشون ما معدله (يوميا): 300 كلغم بلاستيك قاسي (300 شيكل/طن)، و450 كلغم حديد (200 شيكل/طن)، و200 كلغم ألمنيوم+نحاس (5000 شيكل للطن).  وبالتالي فإن إجمالي العائد للنباشين(يوميا): 1195 شيكل. 
وفي الواقع، العائد المجدي في المستقبل قد يكون من خلال إنتاج الكمبوست بطريقة مناسبة.

خلاصة:
تتولى البلديات، في معظم الحالات، الإشراف المباشر على عمليات إدارة النفايات والتخلص منها في المكبات.
فالبلديات لا تزال عمليا مسؤولة عن مختلف مراحل الجمع والنقل والتخلص من النفايات في المكبات.  وباستثناء مجلس الخدمات المشترك في جنين الذي يدير فعليا مكب زهرة الفنجان، فلا يمارس أي من سائر المجالس والبلديات أي عملية فصل أو فرز أو تدوير للنفايات الصلبة العادية والخطرة.  ويتم التخلص من النفايات الصلبة دون أي معالجة أو فصل أو فرز أو تدوير، سواء للنفايات العادية أو الخطرة.  لكن جامعي الخردة والقطاع الخاص يجمعون بعض النفايات (مثل المعادن والبلاستيك) من المكبات.
وتمارس في مكب زهرة الفنجان بعض عمليات الفصل والفرز، بل وجرش البلاستيك الذي يباع محليا، إذ يفصل العمال بعض أنواع البلاستيك والمعادن، ثم تطمر سائر النفايات بالتراب. 
أما بلدية أريحا فيقتصر عملها على تنفيذ الجمع الأولي فقط من الحاويات والشوارع، بينما يتولى مجلس الخدمات المشترك مسؤولية الإشراف على ومتابعة سائر المراحل المرتبطة بما بعد وصول النفايات إلى مكب أريحا. 
وفي محافظة نابلس تحديدا، تتولى بلدية نابلس مسؤولية جمع ونقل النفايات إلى محطة الصيرفي التابعة للقطاع الخاص، حيث تفصل المواد العضوية عن سائر المواد لاستخدامها في إنتاج الكمبوست.  كما يعمد العمال إلى التقاط يدوي لمختلف أنواع النفايات المراد فصلها، مثل الكرتون والمعادن والبلاستيك القاسي، والتي تباع في السوق المحلي أو الإسرائيلي.  ثم ترحل النفايات المتبقية غير المفصولة إلى مكب زهرة الفنجان.

التعليقات

هذا خطر جسيم على الناس وبشكل مباشر لكن كيف لنا ان نعالج المحارق اليومية
التي تحرق قلوب ورئتين الناس قبل ان تحرق نفايات الاطارات الاسرائيلية من اجل
اقل من 300 غم من الحديد دون النظر الى المخاطر الناجمة عن ذلك ورغم احتجاج
المواطنين للشرطة والشرطة تعرف هؤلاء ولكن .............

محمود عمرو

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية