الحصار يهدد الإنسان والحيوان والتربة والزراعة في قطاع غزة العوامل المحددة لحجم الأضرار الناتجة عن الزلزال؟ بيع لحوم الغزلان على جوانب الطرق جنين: صيادو الغزلان والذبح الأسود .... البوح عن قضايا المياه بلغة الفن ... سلوكيات ..لتدمير البيئة ..لا للمحافظة عليها بلدية رام الله تنظم فعاليات بيئية وصحية أريحا.... الاحتفال بمرور عشرة آلاف عام على إنشائها ... بلدية دبي تدشن مصنع السركال لمعالجة مخلفات زيوت الطهي... العرب متخلفون عن بقية العالم بمستويات التعليم الرئيس البوليفي: إلغاء النظام الرأسمالي المسئول الأول عن الاحتباس الحراري ... تقلص كبير في مسافة انتشار رائحة الأزهار ... حروب مناخية .... الصيد المفرط والتغير المناخي يهددان الأمن الغذائي لملايين الناس ...

 

أيار 2008 العدد (3)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

May 2008 No (3)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب الصورة تتحدث الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

 للأعلىé


 

صرخات بيئية ..ولكن
الحصار يهدد الإنسان والحيوان والتربة والزراعة في قطاع غزة

سمر شاهين / غزة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

 


ألقى الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة (يقطنه قرابة مليون ونصف المليون نسمة)، منذ حزيران 2007 وحتى يومنا هذا، بظلاله المدمرة على كافة نواحي الحياة بصورة عامة وعلى الوضع البيئي بصورة خاصة؛ حيث باتت البيئة تئن تحت وطأة الحصار المتواصل دون أمل بالإفراج القريب.
الأضرار البيئية والصحية من كل صوب واتجاه في كافة القطاعات جراء الحصار الخانق وما ترتب عليه من عدم المقدرة على إدخال المستلزمات الأساسية؛ الأمر الذي يهدد بكارثة بيئية قد تقع في أي لحظة.
فالوضع في محطة معالجة المياه العادمة في بيت لاهيا سيكون كارثيا جدا لعدم اتصالها بالبحر من ناحية وإمكانية انهيار سواترها الترابية من ناحية ثانية، ولعل الكل يدرك حجم الخطر البيئي والصحي الذي تبديه هذه المحطة بسبب موضعها وتصميمه، ولا يمكن نسيان ما حدث في آذار 2007 بقرية أم النصر، شمال مدينة بيت لاهيا، من انهيار لأحد سواتر مسطحات المياه العادمة والكوارث الصحية والبيئية التي نجمت عنه.

وللتعرف على المخاطر الجمة التي يعاني منها القطاع جراء الحصار التقت مجلة "آفاق البيئة والتنمية" الدكتور عبد الفتاح نظمي عبد ربه أستاذ العلوم البيئية المساعد بقسم الأحياء – الجامعة الإسلامية بغزة لتنقل واقع القطاع المحاصر والكارثة البيئية التي تهدده.

 

الوقود محطتنا الأولى

ويقول عبد ربه: "إن قطاع غزة يحتاج يوميا من الوقود ما مقداره 120 ألف لتر من البنزين و350 ألف لتر من السولار و350 طناً من الغاز إضافة إلى 350 ألف

 لتر من السولار الصناعي لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بغزة، لافتا النظر إلى أن الاحتلال، وعلى مدار شهور خلت، منع تصدير وتدفق كافة أشكال الوقود

 بالصورة الطبيعية إلى قطاع غزة؛ مما أدى وسيؤدي في حالة استمرار هذه السياسة إلى حدوث كوارث بيئية وصحية جمة لا حصر لها تطال مختلف مناحي الحياة الفلسطينية:
وأشار إلى أن نقص إمدادات الوقود وقطع الغيار اللازمة لتشغيل وصيانة معدات وشاحنات نقل النفايات يتسبب في عدم التمكن من نقل النفايات من أماكن تجمعها في الأحياء والقرى والمخيمات والمدن في قطاع غزة إلى مثواها الأخير في المكبات التي عادة ما تتواجد بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة، مما ينذر بحدوث مشاكل بيئية وصحية.

أضرار فادحة

وقال: "إن هذه المشاكل تتمثل في انتشار القوارض التعايشية والآفات الحشرية الأخرى المؤذية لصحة الإنسان الفلسطيني ومزروعاته ومنشآته وممتلكاته والتي تجد في

 أكوام القمامة المتراكمة في الشوارع مرتعا هاما، تحصل منه على مستلزمات حياتها من مأكل ومأوى ومكان تكاثر ومصدر تغذية لا ينقطع للصغار.
وأشار إلى أن أخطار القوارض تكمن في انتشار الأمراض ونقل العديد من وسائط العدوى كما أنها تهاجم المزروعات والمحاصيل الزراعية والمخزنة وتفتك بها كما أنها تهاجم البيوت والمباني العامة وتدمر الأثاث والأرضيات نتيجة حفر الأنفاق التي تؤويها وتهاجم صغار الطيور المنزلية لتقتات منها. في حوادث متكررة، هاجمت الفئران المعدات الطبية الكهربية في المستشفيات وتسببت في إعطابها وموت بعض المرضى المتصلين بها.
إن مكافحة القوارض باستخدام مبيدات القوارض قد تتسبب في حدوث تسمم أو موت لكائنات غير مستهدفة بما فيها الإنسان وبالتالي تحدث مشاكل بيئية وصحية متعددة.

روائح كريهة

ولفت ممثل جمعية "الحياة البرية في فلسطين" في قطاع غزة إلى انتشار الروائح الكريهة والغازات السامة المؤذية للإنسان والتي تنجم عن تحلل النفايات المتراكمة في الشوارع وأماكن تجمع القمامة؛ ولعل الناظر في شوارع غزة هذه الأيام التي تشهد حصارا مريرا يدرك ذلك، ولا يلبث أن يضع حول أنفه ما يبعد عنه استنشاق تلك الروائح العفنة.
ونبه إلى تلوث الهواء الناجم عن حرق أكوام القمامة التي تزداد وتتكدس يوما بعد يوم، حيث يتسبب حرق النفايات بما تحويه من نفايات بلاستيكية وخطرة أحيانا في انبعاث الغازات السامة، مثل: الديوكسين والفيوران والجسيمات العالقة بالهواء التي تشكل بمجملها خطرا على صحة السكان والبيئة.

وقال: "إن ظاهرة حرق حاويات القمامة التي تنتشر كثيرا في الأراضي الفلسطينية تشكل تحديا لعملية إدارة النفايات الصلبة في المجتمع الفلسطيني وتحتاج لتضافر الجهود في سبيل التوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني بضرورة الكف عن هذا السلوك.
وأشار إلى تلوث التربة وربما المياه الجوفية بالنفايات الصلبة وعصاراتها مما يشكل تهديدا للصحة العامة وصحة الحيوانات التي قد تتناولها أثناء رعيها وكم لاقت أغنام حتفها نتيجة تناولها للأكياس البلاستيكية التي تعج بها نفايات المجتمع الفلسطيني.

 

المياه العادمة

وقال نائب رئيس الهيئة الفلسطينية للتنمية وحماية البيئة: "إن الحصار الظالم على قطاع غزة وما ينجم عنه من نقص في إمدادات الوقود وقطع الغيار اللازمة لتشغيل

 وصيانة معدات محطات معالجة المياه العادمة ليشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان والبيئة. ينتج قطاع غزة أكثر من 30 مليون كوب من المياه العادمة سنويا ويصرف أكثر من 90% منها في البيئات المفتوحة والأودية والبيئة البحرية كمياه عادمة معالجة جزئيا أو غير معالجة. إن الضغط الذي يفرضه الحصار يجعل محطات المعالجة متدنية الكفاءة لأن تلقي مياهها في البيئة البحرية لتجنب الطفح بسبب الحمل الزائد عليها.

 

البيئة البحرية

وحذرت العديد من الدراسات من الأخطار التي تواجهها البيئة البحرية والشاطئية في قطاع غزة جراء طرح النفايات السائلة والصلبة فيها، حيث تتعدد بؤر تفريغ المياه العادمة المعالجة جزئيا وغير المعالجة والتي تفرغ ما مقداره 50,000 كوب منها يوميا، وعليه فإن أكثر من 80% من مجمل المياه العادمة تطرح في البيئة البحرية. وسيزداد الأمر سوءا كلما ازداد الحصار حدة، وكلما أصيبت محطات المعالجة في قطاع غزة بالنكسة تلو الأخرى جراء هذا الحصار.
وقال: "يتأثر غالبا المحتوى البيولوجي والتنوع الحيوي لبحر غزة بكمية ونوعية المياه العادمة التي تقذف فيه ولعل أهم الآثار يتمثل بتدمير الموائل البيئية للأسماك ونقص الأكسجين في مياه البحر وزيادة نسبة المواد العالقة والطحالب نظرا لزيادة كمية المغذيات في المياه العادمة.
وبين أن تغيير نسق وتركيب السلاسل الغذائية في البيئة البحرية وتراكم السموم في أجسام الكائنات البحرية، قد يجد طريقه للإنسان ليتسبب في مشاكل صحية له. إن تدمير أماكن الترفيه والاستجمام في بحر وشاطئ غزة يضيق الخناق على الفلسطينيين الذين يجدون في شاطئ البحر متنفسا وحيدا لهم.
وشدد على أن سكان قطاع غزة يعانون حاليا من نقص حاد في البروتين الحيواني ذي المصدر السمكي حيث توقفت قوارب الصيد عن عملها بسبب انقطاع الوقود اللازم لتشغيلها ووصول الصيادين إليها، وإذا علمنا أن 60% من الإنتاج السمكي السنوي في قطاع غزة يتم في شهر أيار من كل عام، عرفنا حجم الكارثة التي تترقب صيادي الأسماك وعائلاتهم والمجتمع خلال الشهر القادم إذا استمر الحصار.

 

تلوث المياه الجوفية

وحول تلوث المياه الجوفية قال عبد ربه: " تعتبر المياه الجوفية المصدر التقليدي الوحيد في قطاع غزة وإذا علمنا أن 90% من المياه الجوفية غير صالحة للاستعمال الآدمي ندرك مدى التحدي الذي يواجه الفلسطينيين في مصادر مياههم وحياتهم اليومية. تعددت صور تلوث المياه الجوفية في قطاع غزة، فمن التلوث الكيميائي بالنترات والكلورايد حيث بلغت مستوياتهما حدودا مضاعفة للحد الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية في مياه الشرب، وهو 45 ملجم/لتر بالنسبة للنترات و 250 ملجم/لتر بالنسبة للكلورايد، إلى التلوث البيولوجي بالميكروبات ومسببات الأمراض والطفيليات التي تفتك بصحة المواطنين ولاسيما الأطفال. إن تكدس أكوام القمامة والنفايات وطرح الكميات الهائلة من المياه العادمة في البيئة الفلسطينية لا ينذر بالخير في الوضع الطبيعي، فكيف إذا ضاق الخناق واشتد الحصار؟ لا شك بأن تلوث المياه الجوفية سيزيد وتزداد الحالة البيئية والصحية بذلك سوءا.

للأعلىé

العوامل المحددة لحجم الأضرار الناتجة عن الزلزال؟

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

تحدد كمية الطاقة المنطلقة في الهزة الأرضية، حجم الأضرار الناتجة. إلا أن الإنسان يلعب أيضا دورا هاما في مدى الخراب المتولد من الهزة الأرضية. المقصود هنا قدرة الإنسان العلمية على التحذير والوقاية الفعالتين من الكوارث الطبيعية المتوقعة. وعلى سبيل المثال، وحتى أواسط القرن العشرين، كانت كل هزة أرضية في اليابان التي تعد غير مستقرة جيولوجيا، تنتهي بمئات آلاف القتلى. إلا أن تطور البناء بالمواصفات المناسبة، فضلا عن تطوير نظام إنذار محكم، قلصا إلى الحد الأدنى حجم الدمار والقتلى. كما أن سان فرانسيسكو دُمِّرَت كليا بسبب الهزة الأرضية التي حدثت عام 1906، لكنها عانت من أضرار بسيطة وإصابات قليلة من هزة

أرضية أقوى حدثت عام 1985. وللمقارنة، حدثت في أرمينيا، وفي نفس السنة، هزة أرضية بنفس القوة، وكانت النتيجة أربعين ألف قتيل ودمارا هائلا. وفي أواخر عام 2003، ضرب مدينة بَم التاريخية في إيران زلزال بقوة 6.6 درجة، وكانت النتيجة مقتل عشرات آلاف الضحايا. ولم تبد منازل المدينة المبنية من الطوب واللِبن أية مقاومة لهذا الزلزال متوسط القوة، فانهارت بسهولة. وفي العام التالي، وتحديدا في تشرين الأول 2004، هز زلزال بقوة 6.8 درجات منطقة نيغاتا في شمال اليابان، مما أدى إلى مقتل نحو 40 شخصا فقط! وذلك لأن الأبنية، بشكل عام، كانت بالمواصفات المناسبة لمقاومة الهزات الأرضية بهذه الشدة. ومن الناحية الإحصائية، حدثت معظم الهزات الأرضية التي قتل فيها 100 ألف نسمة فما فوق في شرقي أسيا. ومن الواضح أن معظم المباني في البلدان الفقيرة غير مبنية بالمواصفات المناسبة لمواجهة الهزات الأرضية وأمواج تسونامي، وبالطبع، الدول التي تعتاش على السواحل والصيد والسياحة على الشواطئ تختزن بداخلها طاقة هدم هائلة. وبينت الدراسات الإسرائيلية مؤخراً، أن 40 % من المباني والمساكن الإسرائيلية معرضة للانهيار أو الإصابة الجدية في حال حدوث هزة أرضية قوية. وفي المقابل، نسبة المباني في الضفة الغربية وقطاع غزة المعرضة لنفس المصير أكبر بكثير. وأثبتت الأبحاث، أنه في حال حدوث هزة أرضية بقوة تفوق 6 درجات على سلم ريختر، فإن المباني المبنية على أعمدة في طابق أرضي مفتوح، ستتعرض لانهيار شبه أكيد، ومنها المدارس والمستشفيات، وقد يصل عدد القتلى إلى عشرات الآلاف، كما أن المناطق الساحلية مرشحة لدمار أكبر من غيرها؛ وذلك بسبب أن الرطوبة البحرية الطبيعية أخلت بهياكل المباني وأضعفتها.
 

للأعلىé


بيع لحوم الغزلان على جوانب الطرق

 

م.أيهم أبو بكر / جنين

برزت في الآونة الأخيرة بعض المحلات التي تبيع لحوم الغزلان على جوانب الطرق وبسعر يصل إلى 55 شيكل لكل كيلوغرام. والسؤال الذي يدور في ذهن من يرى هذه المشاهد: هل أصبحت الغزلان غير مهددة بالانقراض وأعدادها بازدياد حتى يتم اصطيادها وذبحها بهذا الشكل ؟ أين نحن من قوانين حماية الحيوانات البرية المهددة بالانقراض؟ كيف يتم بيع اللحوم في محلات لا تخضع لأي رقابة صحية وعلى جوانب الطرقات؟ وهل أصبح من حق أي كان أن يفتح محلاً لبيع اللحوم دون ترخيص؟ من هي الجهة المسؤولة في هذا الوطن؟
 

 

 

 

للأعلىé

جنين: صيادو الغزلان والذبح الأسود

 

عدسة وتعليق: عبد الباسط خلف

في قرى وبلدات بمحافظة جنين، يتفاخر صيادون بأنهم استطاعوا الإيقاع بغزلان، وذبحوها، وصاروا يتاجرون في لحومها. أسير والزميل أيهم أبو بكر، على إحدى الطرقات في مركبة عمومية، نشاهد جزاراً يعلق غزالين على مذبح في الهواء الطلق. نصاب بالذهول، نطلب من السائق العودة، ونتظاهر بأننا نحن إلى تناول لحم الغزال الشهي منذ أمد بعيد. يعود سائقنا ونهبط إلى الجزار، نشاهد غزلاناً معلقة، وكأنها تبكي بدمها المسفوح، الذباب يحتل لحمها وعيونها تلمع، وقرونها تذكرنا بالحياة البرية المهددة.

ظاهرة صيد وذبح الغزلان آخذه في الانتشار ...


نسأل القصاب: من أين هذه الغزلان؟
يرد: من هنا من الجبال، أو من الغور.
يتابع: فقط الكيلو بـ55 شيقلاً!
نكرر السؤال: ولكن هل مسموح صيدها؟
يأتينا الجواب: شو يعني؟
نكمل مهمتنا ونبتاع نصف كيلو، كي لا يشك السائق الذي أعدنا بقصد الشراء، يقطع البائع لحم الغزال بسكينه الحاد، وتتقطع قلوبنا، لأن هذه الحيوانات في بلادنا في طريقها إلى الانقراض.
نسأل: هل من أحد يراقب ذبح هذه اللحوم، ليس لأنها غزلان، وإنما بحكم كونها لحوماً تعرض في الهواء الطلق، وتستهوي الذباب للاسترخاء فوقها، أما رائحتها فتشير إلى أنها مصابة بالتلف.
لا إجابات كالعادة، ولا رقيب أو حسيب، أما الحديث عن التنوع الحيواني فجزء من الترف أو الكلام غير المهم بالنسبة للناس.
يقول السائق: في بلاد أخرى يبيعون الغزال بجلده ولحمه وقرونه فقط بسبعمائة شيقل! نتساءل: هل فقط تنوعنا الحيوي، نباتات وحيوانات، بهذا المبلغ الزهيد؟ أم إنه عصر الجنون؟

جميلة: سيدة الاكتفاء الذاتي

اسمها جميلة يعاقبة، عمرها شارف الستين ونيفاً، تسكن وحيدة في بلدة كفر راعي بمحافظة جنين، تقول: أربي الدجاج والأرانب والحمام، وأزرع أرض حديقتي بأصناف الأشجار والأزهار، وأجهز بعض الورود للبيع، بعد زراعتها في أوعية، وأخيط الملابس، واعتني أيضاً بالقطط، وكنت أربي الأغنام.
ندخل حديقتها الصغيرة، فنجد مزروعات مختلفة الألوان والأشكال، تضيفنا الكرز والخوخ، وتقطف لنا أزهاراً بيضاء، وتقول:"بوكل من عرق جبيني، ولا أشتري شيئا." ليتنا نتعلم من السيدة جميلة فن الاكتفاء الذاتي.
 

 

 

 

 

 

 

العصائر الصناعية: سموم أنيقة!

مع حلول الصيف، تتنافس الشركات التجارية في إنتاج العصائر الصناعية، بمذاقات مختلفة، بعضها بنكهة اللوز والجوافا وغيرها، هنا منتوجات تختفي وراء أسماء كبيرة تدلل على الوطن، والأرض الطيبة، والصحة والعافية.


نسأل التاجر أبو محمد: سيدي، هل تتناول هذه العصائر في بيتك؟
يرد: بالطبع لا، فهي من مواد صناعية.
أستفسر: ولكن كيف تبيعها؟
يجيب: صحيح أنها مضرة، والشركات التي تنتجها تكتب على مكوناتها أنها تحتوي على مواد وألوان صناعية معينة، لكن الزبائن يغمضون أعينهم عن ذلك!
في اليوم نفسه، ننظم حلقة دراسية نسمع من الأخصائية الاجتماعية ميسون أبو زينة عن تأثير الأطعمة الجاهزة والمسليات الصناعية على صحة الطفل، فتقول: تؤدي هذه المواد إلى زيادة الوزن، وتسوس الأسنان وهشاشة العظام، وفقر الدم، والنشاط و الحركة الزائدة، وأمراض الكلى بسبب الأملاح الزائدة، وأمراض السرطان لتعرضها لحرارة عالية و ملونات ومنكهات صناعية.
مما قالته السيدة أبو زينة، إن فحوصات جمعيتها، أرض الأطفال، التي تعنى بصحة الطفل أثبتت أن هؤلاء الذي لا يشترون المسليات والعصائر الصناعية، لا يعانون فقر الدم، على العكس من الذين لا يكفون عن التهام هذه "السموم" الأنيقة صباح مساء.
نقترح طريقة ما لاستبدال الماء بهذه العصائر الصناعية للضيوف ولسواهم، لنحمي أجسادنا وأجيالنا.

 

للأعلىé

المعرض الأول من نوعه فلسطينياً
البوح عن قضايا المياه بلغة الفن

 

محمود الفطافطة

كثيرة هي الدراسات التي تطرقت إلى قضية المياه، ولكن معالجة هذه القضية بريشة فنان والتعبير عن تفاصيلها بلوحات زيتية جميلة تعتبر الخطوة الأولى من نوعها فلسطينياً. هذا ما نشاهده في معرض اللوحات التشكيلية "عطش قادم" بريشة الفنان مروان العلان، وبتنظيم وتمويل جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين.
فكرة هذا العمل الفني كما يذكر العلان انطلقت من ضرورة تنويع تناول القضايا المائية، لاسيما أن هذه القضية حيوية جداً للمجتمع الفلسطيني،خصوصا في ظل تعرض معظم المصادر المائية الفلسطينية إلى "نهب إسرائيلي" أو تلويث بيئي أحدث عجزاً كبيراً في كميات المياه المطلوبة للاستخدام .وتجسد اللوحات الفنية التي بلغ عددها عشرين لوحة، وتعرض في "قصر رام الله الثقافي" لمدة أسبوع، معظم قضايا المياه والبيئة، ليس على المستوى الفلسطيني المحلي فحسب، بل وعلى النطاق الدولي، ذلك لأن مثل هذه القضية تتشابك في مضامينها وأبعادها عبر إطارات مكانية ومحددات زمانية متداخلة.
 

 

 

 

الماء والفن: جذور وفلسفة

فتجسيد الماء فنياً وإسقاط الريشة وألوانها المختلفة على جداريات أو لوحات تخيط وتحاكي قضايا المياه لم يكن وليد العصر الحديث، بل ظهر منذ عشرات القرون الماضية فنانون يجيدون خلق أعمال فنية تركز على موجودات البيئة والطبيعة ومن ضمنها الماء، باعتباره "العمود الفقري للحياة".
وقد اقتدى الفنانون بما قاله الفلاسفة في عشقهم للماء وتمجيدهم لنعمته، فها هو طاليس يقول: "إن العنصر الأعلى هو الماء، وأنه في نشأة كل شيء" .وكذلك اعتباره رمزاً للطهارة والصفاء مثلما جاء على لسان(غاستون باشلار) "ماذا يمكن أن تكون عليه فكرة الطهارة لو لم تكن هناك صورة للماء النقي والصافي والشفاف. وحتى

 بلغ بالبعض إلى وصف الماء بالعنصر المجمل للإنسان كما يذكر المثل الطوارقي "أيها الإنسان اشرب الماء لتصبح جميلاً وانظر إلى السماء لتصبح كبيراً" أو اعتباره الرافعة لقيمة الإنسان وسموه مثلما يقول (أراغون)"بلا مياه أنا أقل من ذبابة".
ولا ننسى هنا الفلسفة الصينية "الفونج شوي" التي تعني حرفيا "الماء والريح"، حيث يعتبرها الصينيون بمثابة الوسيلة المثلى لاستغلال الطاقة من حولنا بما يخلق التوازن والتناغم بين الإنسان ومحيطه الكبير،وأن الماء ومعه والريح، يعبران حسب منطق هذه الفلسفة عن قوة اندفاع عناصر الطبيعة وتأثيرها على تكوين سطح الأرض، وهذا بدوره، يفرض تعايشاً يتلاءم معهما لتحقيق إمكانية الحصول على أفضل طاقة. هذه الفلسفة القديمة هي التي أوجدت نظريات تمكن من إيجاد الطرق والأساليب العملية للاستفادة القصوى من "الطاقة" في المنزل والمكتب والمرافق الحيوية الأخرى، عبر استعمال مواد مثل: البلورة الشفافة، الماء والنوافير، ألوان النباتات والزهور، وغير ذلك مما له علاقة "بأكسير الحياة وروحها :الماء".

رحلة في المضامين

ولم يكن الفنان التشكيلي العلان بعيداً عن هذه الإيحاءات والتجليات الفنية القديمة،حيث يرى أن التوظيف الفني يجب أن يكون مترابطاً ما بين الماضي والحاضر ليمنح صوراً فنية رائعة ومتميزة. وفعلاً فإن لوحات معرض "عطش قادم" تحقن المشاهد المتمعن في خلفياتها ودقائق أبعادها تماسكاً بالغاً بضرورة الاهتمام بقضية المياه والمحافظة على هذه النعمة التي تحتل المرتبة الأولى في الطبيعة كما يذكر أحد ضيوف المعرض وهو الكاتب حسني خالدي.
وفي رحلة مع مضامين لوحات المعرض نجد أنها تناولت قضايا وأبعاداً شتى للمياه والبيئة على جميع الصعد المحلية والعالمية، فبعض اللوحات تطرقت إلى قيام إسرائيل بسرقة المياه، وأخرى جسدت اقتلاع الاحتلال للمزروعات والأشجار الفلسطينية، وغيرها تدمير أنابيب المياه وتلويث المصادر المياه والعمل على تجفيفها. ولوحات أخرى صورت أهمية الترشيد في استخدام المياه والحقوق الثابتة في الحصول على مياه نقية ودائمة. وهنالك لوحات عالجت دور المرأة في الحفاظ على المياه، إلى جانب ضمان تحقيق "الأمن المائي" بجميع الشرائح في المجتمع.
وفيما يتعلق "بإسقاط" الريشة على قضايا المياه والبيئة عالمياً، نجد بعض اللوحات مثلت مخاطر ثقب طبقة الأزون وما ستخلفه من كوارث بيئية ووجودية في المستقبل القريب، سيما ما ستخلقه من مساحات شاسعة من التصحر، والتغيرات المناخية،والاحتباس الحراري. وهنالك لوحات تطرقت إلى "بروتوكول كيوتو" الذي أبرم في العام 1997 في اليابان، ويعتبر أول التزام عالمي واضح بالحد من انبعاث غازات الدفيئة والحفاظ على الغلاف الجوي للأرض.
 

انطباع أعمق وفن متحرك

تصوير قضايا المياه والبيئة بريشة الفن يهدف كما تذكر المشرفة على المعرض سونا عاروري إلى إيصاله لأكبر عدد ممكن من الجمهور، كما أنه يترك انطباعا أقوى وأعمق لدى المشاهد، لأنه يخرجه من "روتينية النص" في الحديث عن قضايا البيئة والماء، فضلاً عن أن المعرض بهذا الشكل من شأنه أن "يجسر الهوة" في العلاقة بين المشاهد واللوحة التشكيلية .
يبقى مثل هذا المعرض متميزا وجديداً في التناول والمضمون وتوسيع الفائدة، خصوصاً لأن القائمين عليه سيطوفون به بعض دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية. كما أنه سيمثل "قدوة" يحتذي على هداها العديد من الفنانيين الفلسطينيين ليجسدوا بريشتهم ولوحاتهم التشكيلية قضايا فلسطينية متعددة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

البريد الالكتروني: syahaa@yahoo.com

الموضوع: الراصد البيئي

التعليق:

أود الإشادة بتقرير الصحافي محمود الفطافطة، فهو تقرير متميز وفيه الكثير من المعلومات، إلى جانب انه موضوع قد يطرق للمرة الأولى.


البريد الالكتروني: aliaia2003@yahoo.com

الموضوع: الراصد البيئي

التعليق:

موضوع الغزلان مهم جدا جدا، ومؤلم من القلوب اشكر الأستاذين عبد الباسط خلف وأيهم أبو بكر على هذه القضية المثيرة

علا راضي-بيرزيت


البريد الالكتروني: shadi22@hotmail.com

الموضوع: الراصد البيئي:3

التعليق:

ما قالته الأستاذة علا صحيح، وموضوع الغزلان خطير جدا

شكرا للصحافي عبد الباسط خلف

شكرا لآفاق البيئة والتنمية

شادي سامر

قضاء نابلس


 

 

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا.