|
||||||||||||||||
أيار 2008 العدد (3) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
May 2008 No (3) |
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
صرخات
بيئية ..ولكن
سمر شاهين / غزة
الوقود محطتنا الأولى ويقول عبد ربه: "إن قطاع غزة يحتاج يوميا من الوقود ما مقداره 120 ألف لتر من البنزين و350 ألف لتر من السولار و350 طناً من الغاز إضافة إلى 350 ألف لتر من السولار الصناعي لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بغزة، لافتا النظر إلى أن الاحتلال، وعلى مدار شهور خلت، منع تصدير وتدفق كافة أشكال الوقود
بالصورة الطبيعية إلى قطاع غزة؛
مما أدى وسيؤدي في حالة استمرار هذه السياسة إلى حدوث
كوارث بيئية وصحية جمة لا حصر لها تطال مختلف مناحي الحياة
الفلسطينية: أضرار فادحة وقال: "إن هذه المشاكل تتمثل في انتشار القوارض التعايشية والآفات الحشرية الأخرى المؤذية لصحة الإنسان الفلسطيني ومزروعاته ومنشآته وممتلكاته والتي تجد في
أكوام القمامة
المتراكمة في الشوارع مرتعا هاما، تحصل منه على مستلزمات
حياتها من مأكل ومأوى ومكان تكاثر ومصدر تغذية لا ينقطع
للصغار. روائح كريهة
ولفت ممثل جمعية "الحياة البرية في فلسطين" في قطاع غزة
إلى انتشار الروائح الكريهة والغازات السامة المؤذية
للإنسان والتي تنجم عن تحلل النفايات المتراكمة في الشوارع
وأماكن تجمع القمامة؛
ولعل الناظر في شوارع غزة هذه الأيام
التي تشهد حصارا مريرا يدرك ذلك، ولا يلبث أن يضع حول أنفه
ما يبعد عنه استنشاق تلك الروائح العفنة.
المياه العادمة وقال نائب رئيس الهيئة الفلسطينية للتنمية وحماية البيئة: "إن الحصار الظالم على قطاع غزة وما ينجم عنه من نقص في إمدادات الوقود وقطع الغيار اللازمة لتشغيل وصيانة معدات محطات معالجة المياه العادمة ليشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان والبيئة. ينتج قطاع غزة أكثر من 30 مليون كوب من المياه العادمة سنويا ويصرف أكثر من 90% منها في البيئات المفتوحة والأودية والبيئة البحرية كمياه عادمة معالجة جزئيا أو غير معالجة. إن الضغط الذي يفرضه الحصار يجعل محطات المعالجة متدنية الكفاءة لأن تلقي مياهها في البيئة البحرية لتجنب الطفح بسبب الحمل الزائد عليها.
البيئة البحرية
وحذرت العديد من الدراسات من الأخطار التي تواجهها البيئة
البحرية والشاطئية في قطاع غزة جراء طرح النفايات السائلة
والصلبة فيها، حيث تتعدد بؤر تفريغ المياه العادمة
المعالجة جزئيا وغير المعالجة والتي تفرغ ما مقداره 50,000
كوب منها يوميا، وعليه فإن
أكثر من 80% من مجمل المياه العادمة تطرح في البيئة البحرية. وسيزداد الأمر سوءا كلما
ازداد الحصار حدة، وكلما أصيبت محطات المعالجة في قطاع غزة
بالنكسة تلو الأخرى جراء هذا الحصار.
تلوث المياه الجوفية وحول تلوث المياه الجوفية قال عبد ربه: " تعتبر المياه الجوفية المصدر التقليدي الوحيد في قطاع غزة وإذا علمنا أن 90% من المياه الجوفية غير صالحة للاستعمال الآدمي ندرك مدى التحدي الذي يواجه الفلسطينيين في مصادر مياههم وحياتهم اليومية. تعددت صور تلوث المياه الجوفية في قطاع غزة، فمن التلوث الكيميائي بالنترات والكلورايد حيث بلغت مستوياتهما حدودا مضاعفة للحد الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية في مياه الشرب، وهو 45 ملجم/لتر بالنسبة للنترات و 250 ملجم/لتر بالنسبة للكلورايد، إلى التلوث البيولوجي بالميكروبات ومسببات الأمراض والطفيليات التي تفتك بصحة المواطنين ولاسيما الأطفال. إن تكدس أكوام القمامة والنفايات وطرح الكميات الهائلة من المياه العادمة في البيئة الفلسطينية لا ينذر بالخير في الوضع الطبيعي، فكيف إذا ضاق الخناق واشتد الحصار؟ لا شك بأن تلوث المياه الجوفية سيزيد وتزداد الحالة البيئية والصحية بذلك سوءا. |
||||||||||||||||
العوامل المحددة لحجم الأضرار الناتجة عن الزلزال؟ خاص بآفاق البيئة والتنمية
تحدد كمية الطاقة المنطلقة في الهزة الأرضية، حجم الأضرار الناتجة. إلا أن الإنسان يلعب أيضا دورا هاما في مدى الخراب المتولد من الهزة الأرضية. المقصود هنا قدرة الإنسان العلمية على التحذير والوقاية الفعالتين من الكوارث الطبيعية المتوقعة. وعلى سبيل المثال، وحتى أواسط القرن العشرين، كانت كل هزة أرضية في اليابان التي تعد غير مستقرة جيولوجيا، تنتهي بمئات آلاف القتلى. إلا أن تطور البناء بالمواصفات المناسبة، فضلا عن تطوير نظام إنذار محكم، قلصا إلى الحد الأدنى حجم الدمار والقتلى. كما أن سان فرانسيسكو دُمِّرَت كليا بسبب الهزة الأرضية التي حدثت عام 1906، لكنها عانت من أضرار بسيطة وإصابات قليلة من هزة
أرضية أقوى حدثت عام 1985. وللمقارنة، حدثت في أرمينيا،
وفي نفس السنة، هزة أرضية بنفس القوة، وكانت النتيجة
أربعين ألف قتيل ودمارا هائلا. وفي أواخر عام 2003، ضرب
مدينة بَم التاريخية في إيران زلزال بقوة 6.6 درجة، وكانت
النتيجة مقتل عشرات آلاف الضحايا. ولم تبد منازل المدينة
المبنية من الطوب واللِبن أية مقاومة لهذا الزلزال متوسط
القوة، فانهارت بسهولة. وفي العام التالي، وتحديدا في
تشرين الأول 2004، هز زلزال بقوة 6.8 درجات منطقة نيغاتا
في شمال اليابان، مما أدى إلى مقتل نحو 40 شخصا فقط! وذلك
لأن الأبنية، بشكل عام، كانت بالمواصفات المناسبة لمقاومة
الهزات الأرضية بهذه الشدة. ومن الناحية الإحصائية، حدثت
معظم الهزات الأرضية التي قتل فيها 100 ألف نسمة فما فوق
في شرقي أسيا. ومن الواضح أن معظم المباني في البلدان
الفقيرة غير مبنية بالمواصفات المناسبة لمواجهة الهزات
الأرضية وأمواج تسونامي، وبالطبع، الدول التي تعتاش على
السواحل والصيد والسياحة على الشواطئ تختزن بداخلها طاقة
هدم هائلة. وبينت الدراسات الإسرائيلية مؤخراً، أن 40 % من
المباني والمساكن الإسرائيلية معرضة للانهيار أو الإصابة
الجدية في حال حدوث هزة أرضية قوية. وفي المقابل، نسبة
المباني في الضفة الغربية وقطاع غزة المعرضة لنفس المصير
أكبر بكثير. وأثبتت الأبحاث، أنه في حال حدوث هزة أرضية
بقوة تفوق 6 درجات على سلم ريختر، فإن المباني المبنية على
أعمدة في طابق أرضي مفتوح، ستتعرض لانهيار شبه أكيد، ومنها
المدارس والمستشفيات، وقد يصل عدد القتلى إلى عشرات
الآلاف، كما أن المناطق الساحلية مرشحة لدمار أكبر من
غيرها؛ وذلك بسبب أن الرطوبة البحرية الطبيعية أخلت بهياكل
المباني وأضعفتها. |
||||||||||||||||
م.أيهم أبو بكر / جنين
برزت في الآونة الأخيرة بعض المحلات التي تبيع لحوم
الغزلان على جوانب الطرق وبسعر يصل إلى 55 شيكل لكل
كيلوغرام. والسؤال الذي يدور في ذهن من يرى هذه المشاهد:
هل أصبحت الغزلان غير مهددة بالانقراض وأعدادها بازدياد
حتى يتم اصطيادها وذبحها بهذا الشكل ؟ أين نحن من قوانين
حماية الحيوانات البرية المهددة بالانقراض؟ كيف يتم بيع
اللحوم في محلات لا تخضع لأي رقابة صحية وعلى جوانب
الطرقات؟ وهل أصبح من حق أي كان أن يفتح محلاً لبيع اللحوم
دون ترخيص؟ من هي الجهة المسؤولة في هذا الوطن؟
|
||||||||||||||||
جنين: صيادو الغزلان والذبح الأسود
عدسة وتعليق: عبد الباسط خلف في قرى وبلدات بمحافظة جنين، يتفاخر صيادون بأنهم استطاعوا الإيقاع بغزلان، وذبحوها، وصاروا يتاجرون في لحومها. أسير والزميل أيهم أبو بكر، على إحدى الطرقات في مركبة عمومية، نشاهد جزاراً يعلق غزالين على مذبح في الهواء الطلق. نصاب بالذهول، نطلب من السائق العودة، ونتظاهر بأننا نحن إلى تناول لحم الغزال الشهي منذ أمد بعيد. يعود سائقنا ونهبط إلى الجزار، نشاهد غزلاناً معلقة، وكأنها تبكي بدمها المسفوح، الذباب يحتل لحمها وعيونها تلمع، وقرونها تذكرنا بالحياة البرية المهددة.
جميلة: سيدة الاكتفاء الذاتي
اسمها جميلة يعاقبة، عمرها شارف الستين ونيفاً، تسكن وحيدة
في بلدة كفر راعي بمحافظة جنين، تقول: أربي الدجاج
والأرانب والحمام، وأزرع أرض حديقتي بأصناف الأشجار
والأزهار، وأجهز بعض الورود للبيع، بعد زراعتها في أوعية،
وأخيط الملابس، واعتني أيضاً بالقطط، وكنت أربي الأغنام.
العصائر الصناعية: سموم أنيقة! مع حلول الصيف، تتنافس الشركات التجارية في إنتاج العصائر الصناعية، بمذاقات مختلفة، بعضها بنكهة اللوز والجوافا وغيرها، هنا منتوجات تختفي وراء أسماء كبيرة تدلل على الوطن، والأرض الطيبة، والصحة والعافية.
|
||||||||||||||||
المعرض الأول من نوعه فلسطينياً
محمود الفطافطة
كثيرة هي الدراسات التي تطرقت إلى قضية المياه، ولكن
معالجة هذه القضية بريشة فنان والتعبير عن تفاصيلها بلوحات
زيتية جميلة تعتبر الخطوة الأولى من نوعها فلسطينياً. هذا
ما نشاهده في معرض اللوحات التشكيلية "عطش قادم" بريشة
الفنان مروان العلان، وبتنظيم وتمويل جمعية الهيدرولوجيين
الفلسطينيين.
الماء والفن: جذور وفلسفة
فتجسيد الماء فنياً وإسقاط الريشة وألوانها المختلفة على
جداريات أو لوحات تخيط وتحاكي قضايا المياه لم يكن وليد
العصر الحديث، بل ظهر منذ عشرات القرون الماضية فنانون
يجيدون خلق أعمال فنية تركز على موجودات البيئة والطبيعة
ومن ضمنها الماء، باعتباره "العمود الفقري للحياة".
بلغ بالبعض إلى وصف الماء بالعنصر
المجمل للإنسان كما يذكر المثل الطوارقي "أيها الإنسان
اشرب الماء لتصبح جميلاً وانظر إلى السماء لتصبح كبيراً"
أو اعتباره الرافعة لقيمة الإنسان وسموه مثلما يقول (أراغون)"بلا
مياه أنا أقل من ذبابة". رحلة في المضامين
ولم يكن الفنان التشكيلي العلان بعيداً عن هذه الإيحاءات
والتجليات الفنية القديمة،حيث يرى أن التوظيف الفني يجب أن
يكون مترابطاً ما بين الماضي والحاضر ليمنح صوراً فنية
رائعة ومتميزة. وفعلاً فإن لوحات معرض "عطش قادم" تحقن
المشاهد المتمعن في خلفياتها ودقائق أبعادها تماسكاً
بالغاً بضرورة الاهتمام بقضية المياه والمحافظة على هذه
النعمة التي تحتل المرتبة الأولى في الطبيعة كما يذكر أحد
ضيوف المعرض وهو الكاتب حسني خالدي. انطباع أعمق وفن متحرك
تصوير قضايا المياه والبيئة بريشة الفن يهدف كما تذكر
المشرفة على المعرض سونا عاروري إلى إيصاله لأكبر عدد ممكن
من الجمهور، كما أنه يترك انطباعا أقوى وأعمق لدى المشاهد،
لأنه يخرجه من "روتينية النص" في الحديث عن قضايا البيئة
والماء، فضلاً عن أن المعرض بهذا الشكل من شأنه أن "يجسر
الهوة" في العلاقة بين المشاهد واللوحة التشكيلية .
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
التعليقات |
||||||||||||||||
البريد الالكتروني: syahaa@yahoo.com الموضوع: الراصد البيئي التعليق: أود الإشادة بتقرير الصحافي محمود الفطافطة، فهو تقرير متميز وفيه الكثير من المعلومات، إلى جانب انه موضوع قد يطرق للمرة الأولى. البريد الالكتروني: aliaia2003@yahoo.com الموضوع: الراصد البيئي التعليق: موضوع الغزلان مهم جدا جدا، ومؤلم من القلوب اشكر الأستاذين عبد الباسط خلف وأيهم أبو بكر على هذه القضية المثيرة علا راضي-بيرزيت البريد الالكتروني: shadi22@hotmail.com الموضوع: الراصد البيئي:3 التعليق: ما قالته الأستاذة علا صحيح، وموضوع الغزلان خطير جدا شكرا للصحافي عبد الباسط خلف شكرا لآفاق البيئة والتنمية شادي سامر قضاء نابلس
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا. |
||||||||||||||||