September 2010 No (28)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
ايلول2010 العدد (28)
 

الخس والبندورة والخيار والبقدونس والكرز والعنب من أكثر الأصناف التي ترش بالمبيدات
بعض الخضار والفاكهة المسوقة محليا تحوي مخلفات لمبيدات كيماوية خطرة

جورج كرزم
خاص بآفاق البيئة والتنمية

كشفت مجلة آفاق البيئة والتنمية، من خلال مسح عشوائي أولي أجرته في أسواق ومحلات بيع الخضار والفاكهة في المدن الفلسطينية الرئيسية، أن معظم الخضار والفاكهة المسوقة محليا تحوي مخلفات لمبيدات كيماوية خطيرة يعد بعضها محظورا في العديد من دول العالم.  واستند مسح المجلة إلى مصادر الخضار والفاكهة وطرق زراعتها، ومعطيات حول بعض المبيدات التي يستعملها مزارعون كثيرون في زراعاتهم لأصناف معينة من المحاصيل الزراعية، فضلا عن المعلومات التي أفاد بها بعض تجار المبيدات حول المواد الكيماوية التي يسوقونها وأصناف الخضار والفاكهة التي ترش بها.
وقد تبين بأن بعض المزارعين يرشون الخس بمبيد ثيونكس السام (الإسم العلمي: "إندوسلفان"/Endosulfan )، مما يعني أن هذا المنتج يحوي، بالتأكيد، تركيزا كبيرا من هذه المادة الخطرة؛ ذلك أن الخس يتكون من نسيج دقيق ومساحة سطحية كبيرة؛ مما يجعله يمتص كمية كبيرة من المبيدات.
وبالإضافة إلى الخس، كشف المسح بأن البندورة والخيار والبقدونس والكرز والعنب هم من أكثر أصناف الخضار والفاكهة الشعبية التي ترش بمبيدات خطرة.
وتجدر الإشارة، إلى أن مبيد ثيونيكس ينتمي إلى مجموعة المبيدات الحشرية الكلورية العضوية التي تعد مسرطنة ولا تزال شائعة الاستخدام في الضفة والقطاع، بل إن بعض النشرات الإرشادية الزراعية الرسمية التي صدرت في السنوات الأخيرة، توصي باستعمالها.  وبالإضافة إلى الثيونيكس، ينتمي إلى هذه المجموعة العديد من المبيدات الأخرى؛ مثل "أكرين" (ديكوفول) و"ليندين" (ليندين).  وتتسبب المبيدات الكلورية العضوية التي تعتبر كثيفة الكلورة، في تعطيل الإفرازات الهورمونية الطبيعية في جسم الإنسان.  كما تتسبب في تشوهات جينية وخلقية، وتسمم الجنين، وفقر الدم وخلل في الجهاز التناسلي وتلف جهاز المناعة والجهاز العصبي المركزي، وتلف المثانة والرئتين والكلى والكبد وكريات الدم والطحال. 
والمثير أن الشركات الإسرائيلية التي تعد المصدر الوحيد ليس فقط للمبيدات الكلورية العضوية، بل أيضا لجميع المبيدات المسوقة في السوق الفلسطيني، تعمد إلى تسويق نفاياتها الكيماوية للمزارعين الفلسطينيين من خلال وكلائها المحليين؛ وذلك بالرغم من أن وزارة الزراعة الإسرائيلية منعت، منذ بضع سنوات، استخدام المبيدات الكلورية العضوية.  وقد سبق أن حظر استعمال هذه المبيدات أيضا في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوروبا.

العنب: أكثر أصناف الفاكهة رشاً بالمبيدات
وقد تبين أيضا بأن العنب يعد أكثر أصناف الفاكهة الفلسطينية التي ترش بالمبيدات الكيماوية؛ ومن ثم يليه التوت الأرضي.  وتعتبر محافظة الخليل التي تشتهر بزراعة العنب من أكثر المناطق الفلسطينية التي يرش الأخير فيها بالمبيدات, ناهيك عن الري احيانا بالمياه العادمة.
ويرش العنب ببعض أنواع الأدوية التي تنتمي في الغالب إلى مجموعة المبيدات الفوسفورية العضوية، وبخاصة مبيد "درسبان" (الإسم العلمي: "كلوربيرفوس"/Chlorpyrifos ) الذي أثبتت الأبحاث بأنه يتسبب على المدى البعيد، وبشكل تراكمي، بخلل خطير في جهاز الأعصاب المركزي.
كما يرش مزارعون آخرون العنب بمبيد "ديزكتول" (الإسم العلمي: "ديازينون"/Diazinon ) الذي ينتمي أيضا إلى مجموعة الفوسفورية العضوية، فضلا عن رشهم البقدونس بذات المبيد.

مبيدات مسرطنة وتتلف الجهاز العصبي
بالرغم من أن وزارة الزراعة الإسرائيلية منعت، في شهر تموز عام 2009، استعمال وتسويق المبيدات الفسفورية العضوية السامة والخطرة بشكل خاص على الأجنة والأطفال، فإن الوزارات الفلسطينية المعنية (الزراعة والصحة والبيئة) لم تتخذ بعد قرارا بهذا الخصوص، علما بأن مثل هذه المبيدات تستخدم في مكافحة بعض الآفات الحشرية التي تهاجم النباتات المنزلية والزراعية، كما تستخدم لمكافحة الصراصير والبراغيث والفئران.  ويشكل الفسفور في هذه المبيدات جزءا أساسيا من تركيبها الكيميائي، وتشمل هذه المركبات طائفة كبيرة  من المبيدات الحشرية المستخدمة في الضفة والقطاع، لمكافحة العديد من الآفات الحشرية.
ومن أبرز تلك المبيدات الشائعة في الضفة الغربية وقطاع غزة "الديزكتول" أو المعروف باسمه العلمي "ديازينون" الذي تنتجه شركة "مختشيم" الإسرائيلية وتسوقه شركة "إيكوجن" التي تسوق أيضا المبيد الفسفوري العضوي المعروف باسم "فيرينكس" (إنتاج "مختشيم").  ويفترض دفن كميات هذه المبيدات المتواجدة في المخازن الإسرائيلية، في مكب النفايات الخطرة في "رمات حوفيف".
ومن بين المبيدات الفسفورية العضوية الحشرية الأخرى الشائعة في الضفة الغربية (بأسمائها التجارية):  "ديمكرون"، "نماكور"، "ميتاسيستوكس"، "تمارون" / "برودكس"، "كوتنيون"، "ديفيبان"، "فوليمات"، "ليباسيد"، "درسبان"، "روجر" و"أنثيو".  ومنذ بضع سنوات، منع استعمال هذه المبيدات في الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي.  
وبالرغم من أن وزارة البيئة الإسرائيلية، منعت منذ أكثر من ثلاث سنوات استعمال هذه المبيدات، إلا أن وزارة الزراعة الإسرائيلية المسؤولة عن ترخيص هذه المنتجات، تمكنت من تأجيل تنفيذ قرار المنع، لإتاحة الفرصة للمنتجين كي يرتبوا أمورهم.
وقد اتخذ القرار الإسرائيلي بمنع تسويق المنتجات التي تحوي مركبات فسفورية عضوية، وبخاصة "ديزكتول" (ديازينون) و"درسبان" (كلوربيرفوس)، إثر الأبحاث العالمية التي أثبتت أن هذه المبيدات مسرطنة وتؤذي بشكل خاص الأطفال، وتؤثر على نشاط إنزيم "أسيتيل كولين ستيراز" المتواجد في خلايا الدم الحمراء وفي بلازما الدم وفي الأطراف العصبية وفي الدماغ وفي الجهاز العصبي، وذلك من خلال الارتباط به وبالتالي تعطيل عمله، وبالنتيجة تتكرر وتتواصل حركة الإشارات الكهربائية بشكل غير متحكم به؛ الأمر الذي يؤدي إلى ارتعاشات سريعة ومتكررة وغير متحكم بها لبعض العضلات، فضلا عن صعوبة كبيرة في التنفس وتشنجات عضلية وارتجافات، بل وفي الحالات القصوى، الوفاة.  وقد تتسبب المبيدات الفسفورية العضوية في تشوهات جينية (وراثية) وفي الإخلال بالنشاط الهورموني، علاوة على العقم وتسمم الجنين (في حالة النساء الحوامل) والتشوهات الخلقية.  كما تتسبب هذه المبيدات في تعطيل جهاز المناعة وفي إتلاف العظم النخاعي وخلايا الدم البيضاء والسائل المنوي وتشوهات تناسلية أخرى.  وتعتبر المركبات الفسفورية العضوية أخطر المبيدات وأكثرها سمية على الإطلاق.


بديل من الزيوت النباتية
ومن بين البدائل غير الكيماوية للمبيدات الفسفورية العضوية، تنتشر حاليا في الأسواق مبيدات طبيعية تنتجها العديد من الشركات، مصنوعة من زيوت نباتية بإمكانها قتل النمل وذباب وثاقبات الأوراق والحشرات الماصة وغيرها من الآفات الحشرية، دون أي خطر على الإنسان أو الحيوان.

 

We should start a public awareness campaign involving all relevant civic organizations and try to get the ministries to enforce a sensible policy.

Ramzi Rihan

 

أليس إغراق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بالنفايات الكيماوية
الإسرائيلية المميتة شكل من أشكال الإرهاب يستوجب أيضا ملاحقة ومحاسبة مصدره
الأصلي والمتواطئين المحليين معه؟
سهام الغواري

 

كل الشكر والاحترام لموقعكم الموقر الذي يثابر على كشف الحقائق
البيئية-الصحية التي يغيبها الآخرون ...
عطالله الرومي

 

ألا يعتبر التسيب القائم في استخدام المبيدات الكيماوية المسوقة من قبل وكلاء
الشركات الإسرائيلية في الضفة الغربية، شكلا من أشكال الحرب الكيماوية
الموجهة ضد شعبنا؟
سفيان سجراوي

 

wheres the ministry of health from all these things

imadhowary

 

نشكركم على  هذه المعلومات التي يجب أن تُرسل مباشرةً إلى وزارة الصححة
والزراعة
ولكن هل أكل المحصول بعد الفترة المعطاة لكل نوع من هذه المبيدات يمنع الخطر
الذي تتحدثون عنه؟

ميخائيل رشماوي

 

 أعتقد أن ما يبعد عنا خطر هذه السموم هو تنبني الأساليب الطبيعية في الزراعة،
وأحد الأسباب التي يمكن أن تشجع المزارعين على تبني أساليب طبيعية في الزراعة
هو الوعي الكافي عند المستهلك، الذي يجب عليه أن يهتم بما يتناول من خضار
وفاكهة ويطلب المنتجات الطبيعية من المزارع حتى وإن كانت أغلا ثمناً بقليل .
من جهة أخرى، أرى من الضروري تشكيل لجنة من الوزارات المختصة والمؤسسات
الأهلية والجامعات للتحضير لورشة عمل حول واقع الكيماويات الزراعية في الضفة
الغربية وقطاع غزة للبحث في الخروج بحلول عملية لمشكلة المبيدات .

سعد داغر

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية