كانون أول 2009 العدد (20) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
December 2009 No (20) |
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
أريد حلا: |
||||||||||||||||
بيئة العمل أولا والأرباح ثانيا جورج كرزم
عالجنا في مقالة "بيئة العمل الخضراء" التي نشرت في العدد السابق من مجلة "آفاق البيئة والتنمية" (العدد 19)، بعض الأفكار العملية الهادفة إلى الحفاظ على بيئة عمل نظيفة وصحية. سنستعرض في هذه المقالة مزيدا من الأفكار والتوصيات البسيطة وسهلة التطبيق. بداية، ننوه إلى أن العديد من مكاتب المؤسسات والشركات تبالغ في تشغيل أجهزة التكييف، حيث نجد التدفئة إلى درجة القيظ شتاءً، أو التبريد الشديد إلى درجة الصقيع صيفاً. ويعد هذا تبذيرا للمال والموارد، ناهيك عن تسببه في الأمراض للموظفين والزوار. فلنحافظ على درجة حرارة مريحة في المكتب، تتراوح بين 20 درجة مئوية للتدفئة و24 درجة للتبريد. ولنتجنب استخدام البطاريات التي تستعمل لمرة واحدة، علما بأن الطاقة المستهلكة في صنع البطاريات أكبر بخمسين مرة من الطاقة التي تنتجها. فلنستعمل البطاريات التي يعاد شحنها وتدوم لمدة طويلة، فضلا عن الأجهزة والماكينات اليدوية، أو التي يمكن تشغيلها بالكهرباء، والحاسبات التي تعمل بالطاقة الشمسية. وبالرغم من أن العديد من المكاتب تستعمل المغلفات ذات الفتحات البلاستيكية الشفافة، إلا أن قلة من الناس تدرك أن هذه المغلفات تعد أكثر المغلفات ضررا بالبيئة، لأنها غير قابلة للتدوير. بينما معظم المغلفات البنية العادية صُنِّعَت من ورق أعيد تدويره، وهي أرخص ثمنا. ولنستعمل سوائل تصحيح الأخطاء التي يشكل الماء جزءا أساسيا من تركيبها، وتخلو من الإيثان الثلاثي الكلور، علما بأن المادة الكيميائية الأساسية المستخدمة في السائل الأبيض الكيماوي المستعمل في تصحيح الأخطاء، هي الإيثان الثلاثي الكلور. وتعد هذه المادة سامة ومهيجة، ومستنزفة لطبقة الأوزون، فضلا عن بقائها لفترة طويلة في البيئة. لنتذكر، أن الغراءات والأشرطة اللاصقة المستعملة في المكاتب تسبب مشاكل بيئية وصحية. إذ قد تحتوي الغراءات على الفورمالديهايد، والفينول، وكلوريد الفنيل، والنفتالين وغيرها. وتعد هذه المواد متطايرة وإدمانية وضارة. لذا، علينا، قدر الإمكان، تجنب استعمال هذه الغراءات، وأن نستعمل بدلا منها، وعند الضرورة، الأنواع البيضاء، وغراء النجارة الذي يعد تركيبه بسيطا. لنتجنب استعمال مشابك الورق المطلية بالبلاستيك الملون، لأنها قد تحتوي على معدن الكادميوم الثقيل والسام. ولنستعمل مشابك الورق العادية التي يمكننا إعادة تدويرها واستعمالها مرات عديدة. ولتعليم مقاطع مهمة من النصوص، أو رسم المخططات البيانية، يحبذ استعمال أقلام التلوين المائية، بدلا من أقلام الحبر الملونة التي تحتوي على مذيبات ومواد كيميائية خطرة، مثل التولوين، والزيلين، والفينول، التي يتسبب التعرض المتواصل لأبخرتها بالدوار. كما أن لمادة التولوين تأثيرا خطيرا على الجهاز العصبي المركزي. إذن، وكما نلاحظ، قد يتعرض العاملون في المكاتب للعديد من المواد الكيماوية الخطرة، مثل السوائل المنبعثة من الماكينات والمعدات، الغازات والغبار والمساحيق الكيماوية. لذا، لدى اضطرارنا إلى استعمال مادة كيميائية معينة، علينا التأكد من خصائصها، واستعمال كمية صغيرة ومحدودة منها، فضلا عن توفير التهوية الجيدة في مكان استخدامها. وإجمالا، التقليل إلى الحد الأدنى من استخدام المواد الكيميائية في مكان العمل سيخفض من إنتاجها، وبالتالي سيخفف من الأضرار التي تسببها للبيئة وللصحة العامة. وإجمالا، مواد التنظيف الكيماوية المستعملة في أماكن العمل، وبخاصة تلك المحتوية على مذيبات لإزالة البقع، وتنظيف الأرضيات والنوافذ، قد تسبب مشاكل وتهيجات وأمراض جلدية، فضلا عن النعاس والإغماء. من هنا، فإن وظيفة عامل التنظيف، تعد حساسة وخطرة؛ لأنه، وبسبب استخدامه سوائل التنظيف، يعرض للإصابة بالحساسية، والتقاط الجراثيم في أثناء عملية التنظيف، فضلا عن خطر انزلاقه على الأرض الرطبة وبالتالي تعرضه للإصابة أو الكسور. لذا، من الضروري تدريب عاملي التنظيف على أصول العمل، وكيفية التعامل مع المواد الكيميائية السامة، أو كيفية التخلص منها، فضلا عن استعمال البدائل الآمنة. كما أن الضجيج يعد شكلا من أشكال التلوث البيئي. فهو مؤذ للأذنين والحواس، ويتسبب في تأثيرات فسيولوجية ونفسية سلبية على الإنسان، مثل الصداع والقلق، ويضاعف من الإجهاد والتعب الناتجين عن العمل. ويكثر الضجيج في العديد من المكاتب على شكل أصوات وارتجاجات منبعثة من الماكينات والآلات والأجهزة المكتبية. يضاف إلى ذلك، الأصوات الخارجية. وفي بعض المكاتب، يتجاوز التلوث بالضجيج 80 "ديسيبل"، بينما يتجاوز الضجيج في معظم المصانع 90 "ديسيبل". لذا، وللحد من تعرض العاملين لللتلوث بالضجيج، لابد من استخدام الضوابط الهندسية، وتركيب عوازل للصوت، والستائر السميكة والنسيج الكثيف، حيث إنها تكبح الأصوات، فضلا عن زراعة النباتات في الأنحاء المختلفة لمكان العمل، لأن النباتات تمتص الصوت. ولنضع النباتات الطبيعية في المكاتب وأماكن العمل، ولنواظب على الإعتناء بها. ولنتجنب وضع النباتات الاصطناعية. وإذا ما توافرت حول مكان العمل قطعة أرض، فلنزرعها بالأشجار والأعشاب الطبية والأزهار. أخيرا، فلنتذكر أن بيئة العمل الصحية والخضراء، توفر جو عمل مريحا، وتؤثر إيجابا في نفسية العاملين. لذا، فلنتخلى ولو عن جزء صغير جدا من الأرباح، لتحسين جودة بيئة العمل وحماية العاملين، لأن صحة الإنسان وبيئته يفترض أن تأتي في المقام الأول، ومن ثم تأتي الأرباح. ولا مانع من مساهمة الشركات والمؤسسات في حماية بيئة البلد، بشكل عام، وذلك من خلال دعم المؤسسات والمنظمات العاملة في المجال البيئي.
للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي: george@maan-ctr.org
|
||||||||||||||||
ً نشاط لا منهجي حول مخاطر التعديل الوراثي
التحرك لمواجهة التعديل الوراثي
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
التعليقات |
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
االآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||