التنوع الحيوي...وتآكل الغابات في فلسطين تجربة شخصية: أنا و "النَجمة" والزحف الوقح.. مسابقة دولية في الرسم البيئي للمبدعين. نحو تدوير النفايات العضوية المنزلية وإعادتها إلى الأرض الرمال .... (أغنية) قصص وأناشيد (جحا والحمار)

 

أيار 2009 العدد (14)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

May 2009 No (14)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

 أصدقاء البيئة:


 

دراسة:

التركيز المرتفع للإشعاعات فوق البنفسجية وثاني أكسيد الكربون يجعل النباتات أكثر حساسية للأمراض

التنوع الحيوي...وتآكل الغابات في فلسطين

سعد داغر

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

تعتبر فلسطين، على الرغم من صغر مساحتها، من المناطق الغنية بالتنوع الحيوي، بسبب موقعها بين قارتي آسيا وإفريقيا، ولأنها تشكل ممراً إلى أوروبا، بالإضافة إلى الطبيعة المناخية والتضاريس المتباينة فيها. وقد تم تحديد ووصف حوالي 47000 نوع من الكائنات الحية في فلسطين، إضافة إلى الاعتقاد بوجود نحو 4000 نوع لم يتم وصفها بعد. وتشير الدراسات إلى وجود ما يقرب من 2700 نوع من النباتات البذرية، وحوالي 1280 من الديدان، وكذلك 116 من الثدييات، بالاضافة إلى 520 نوع من الطيور ما بين مقيم ومهاجر. بينما تبلغ مساحة الحراج الطبيعية في فلسطين حوالي 222 ألف دونم، وهناك العديد من المحميات الطبيعية التي تتوزع على مساحات مختلفة وفي مناطق متفرقة من فلسطين.

سوف نأخذ على سبيل المثال الأشجار ودورها في الحياة البشرية، وعلاقتها باستقرار النظم البيئية والحفاظ على التوازن الطبيعي.

 

دور الأشجار في الطبيعة

تفقد الكرة الأرضية غاباتها وأشجارها بوتيرة متسارعة جداً، ومع اختفاء الغابات والأشجار تختفي معها أعداد هائلة من الكائنات الحية، ويزداد تلوث الهواء حدة، وتتفاقم ظاهرة التسخين الحراري بسبب ما بات يعرف بظاهرة الدفيئة، وتتعرض الغابات الاستوائية المطيرة، التي تشكل ما نسبته 6 % من مساحة اليابسة لعوامل التعرية؛ هذه الغابات، التي تؤوي معظم أنواع الكائنات الحية، يتم إتلاف ما يزيد على مئة ألف كيلومتر مربع من أشجارها سنوياً من أجل تحويلها إلى مراعٍ وأراضٍ زراعية، ومعها يختفي حوالي ستة آلاف نوع من الكائنات الحية كل سنة.

وبعيداً عن الغابات الاستوائية المطيرة، وهنا في فلسطين، التي تعد من البلدان التي تقع ضمن نطاق حزام التصحر الذي يحيط بالبحر الأبيض المتوسط، اجتثت الغابات التي كانت تغطي معظم جبالها فأصبحت الجبال جرداء قاحلة، تسود فيها الصخور بعد أن فقدت تربتها. ومع فقدان الغابات اختفى الكثير من الكائنات الحية الأخرى. وكان اجتثاث الغابات قد بدأ "حسبما تشير إليه الدراسات" لأسباب تعود إلى الحاجة لاستعمال الأخشاب لبناء السكك الحديدية وكوقود لتشغيل القطارات. وازداد قطع الأشجار خلال الحرب العالمية الأولى.

الغابات في فلسطين

يوجد في فلسطين نوعان من الغابات:

1.       غابات طبيعية تسود فيها أشجار الخروب والسويد، والبطم، والقيقب،  والعبهر، والبلوط، وغيرها.

2.       غابات صناعية مزروعة بالصنوبر والسرو والكينا بشكل أساسي.

إن حرق الغابات وتحويلها إلى مراعٍ يعني حرمان الطبيعة من أهم وسيلة لامتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون، وانبعاث غازات أول وثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الجو نتيجة الحرق. تلعب الأشجار كذلك دوراً مهماً في إبطاء الارتفاع في درجة حرارة الكرة الأرضية، التي يعزو الباحثون أسبابها بشكل رئيسٍ إلى تأثير غازات الدفيئة، وبخاصة ثاني أكسيد الكربون (CO2).

وعلى الرغم من كون هذا الغاز ضرورياً لعملية التمثيل الضوئي و خزنه على شكل كربون داخل الكتلة الحيوية (النباتية)، إلا أن كمياته التي أنتجها الإنسان بسبب نشاطاته تجاوزت قدرات نباتات الأرض على امتصاصه وإعادة الأوكسجين إلى الهواء وحفظ الكربون في الكتلة النباتية الحية. وعلى سبيل المثال، فإنه لو قامت كل عائلة في أمريكا فقط بزراعة شجرة واحدة لانخفضت كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو سنوياً بمعدل 453 ألف طن.

 

دور الأشجار في الحد من التلوث

شجرة واحدة ذات جذع محيطه 75 سم تمتص سنويا من الجو ما يعادل 90 كغم من ثاني أكسد الكربون الذي تخزنه في أنسجتها، وحوالي نصف كغم من أوزون الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، وكيلو غرام من ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين، ما يبن المساهمة الكبيرة للأشجار في الحد من التلوث ومن ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

إن معرفة الفرق في قدرة شجرة كبيرة على خزن الكربون وشجرة أخرى صغيرة تسترعي من البشر أن يولوا اهتماماً خاصاً لرعاية الأشجار الكبيرة لتقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو؛ فشجرة كبيرة تستطيع خزن كمية من الكربون داخل أنسجتها تزيد 1000 مرة على كمية تخزنها شجرة صغيرة. وهذا ما يدعو إلى الحفاظ على الأشجار القديمة، التي لا تعوض بزراعة الأشجار الجديدة والصغيرة، التي تحتاج سنين طويلة لتقوم مقام الأشجار السابقة.

وبالإضافة لما ذكر من دور  مهم في التقليل من التلوث بغاز ثاني أكسيد الكربون، فإن الأشجار والنباتات الأخرى تنتج الأوكسجين الهام للحياة على الأرض؛ كما أن الأشجار تساعد على إزالة الكثير من الكيماويات السامة من التربة والهواء مثل الفورمالدهايد والبنزين. لقد أجريت دراسات من خلال وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حول كيفية الحفاظ على هواء صحي داخل مركبات الفضاء، وقد تبين أن النباتات هي واحدة من أكثر الآليات الفعالة في تنقية الهواء من الملوثات، وإمداد الجو بالأوكسجين. وفي إحدى الدراسات التي أجريت لقياس دور الأشجار في الحد من تلوث الهواء في موسكو، تبين أن نسبة التلوث في الطريق الذي يمر بجوار غابة كانت أعلى بثماني مرات من نسبة التلوث على مسافة 30 متراً من الطريق داخل الغابة.

لقد تبين كذلك أن زراعة الأشجار هي أفضل وأرخص وسيلة لمواجهة ظاهرة "العزل الحراري الحضري"، التي تميز جو الكثير من مدن العالم. هذه الظاهرة التي تجعل  درجات الحرارة في المناطق الحضرية أعلى منها في المناطق الريفية المحيطة. وعلى سبيل المثال، فقد وجد في المدينة الأمريكية أطلنطا أن درجة الحرارة أعلى بحوالي 6 درجات مئوية منها في المناطق الريفية القريبة. وتفسير هذه الظاهرة بسيط؛ إذ يعود السبب في ذلك إلى كون المباني الخرسانية والأسفلت والقرميد تمتص وتحتفظ بحرارة الشمس خلال النهار، وفي الليل يتم تحرير تلك الحرارة مما يمنع الانخفاض اللاحق للحرارة والذي يحدث في الليل. الحرارة الأعلى تزيد من القدرة التطايرية للمركبات العضوية الطيارة/VOCs ـ Volatile Organic Compounds (التي تعتمد على الحرارة)، مما يؤدي إلى المزيد من تلوث الهواء؛ هذا التلوث الذي ينشأ عنه غيوم من الملوثات فوق المدن تعمل على حبس إضافي للحرارة. وهنا يأتي دور الأشجار، التي تعمل على خفض درجات الحرارة،

 

 

دور الأشجار في خفض درجات الحرارة

يتمثل دور الأشجار في خفض درجات الحرارة من خلال ما يلي:

1.       استخدام الأشجار للطاقة الشمسية في عملية التمثيل الضوئي.

2.       توفير الأشجار الظل، الذي يؤدي إلى تبريد الأسطح.

3.       قيام الأشجار بعملية النتح لتبريد نفسها، وبالتالي تلطيف وتبريد الجو المحيط.

وقد بينت الأبحاث أن ثلاث شجرات كاملة النمو مزروعة في الجهة الجنوبية الشرقية والجنوبية من المنزل تسهم في خفض تكلفة التكييف بما يزيد على 50 %؛ وقياساً على الولايات المتحدة فإن زراعة الأشجار، إضافة إلى استخدام الألوان الفاتحة التي تعكس حرارة الشمس بدل امتصاصها، يمكن أن توفر ما يعادل 40 مليار كيلوواط من الكهرباء، وما يصاحب ذلك من الملوثات، سنوياً. وتسهم الأشجار كذلك في خفض جريان مياه الأمطار، والحد من انجراف التربة، والفيضانات، وكما تساعد على حفظ وموازنة هطول الأمطار من خلال عملية النتح. وكذلك تساعد الأشجار في خفض الضجيج في المدن، الذي أصبح مرتبطاً ببعض الآثار السلبية على الصحة، كالأرق وضغط الدم والكآبة. كما توجد بعض المؤشرات التي تشير إلى أن الضجيج المزمن الناتج عن الإقامة بالقرب من الطرق السريعة قد يقود إلى العنف. وبوجود مجموعة أشجار نامية أو مزروعة في مكان مناسب ينخفض الضجيج بأكثر من 15 ديسايبل (وحدة قياس التفاوت بين شدتي صوتين)، وهو يساوي تقريباً ما يوفره حاجز صوتي نموذجي.

 

الشجر وإنتاج CO2

تستطيع الأشجار الموجودة على مساحة دونم (1000م 2) أن تمتص ما تنتجه سيارة من غاز CO2 خلال سيرها مسافة 28 كم تقريبا.  وتنتج شجرة كاملة النمو من الأكسجين يوميا مقدار ما يحتاجه أربعة أفراد لتنفسهم خلال اليوم،  بينما تحرق سيارة عادية هذه الكمية خلال عملها لدقيقة واحدة.

 

على الرغم من هذا الدور العظيم الذي تؤديه الأشجار في مختلف نواحي حياة الإنسان، إلا أنها تتعرض للخطر. فالملوثات الناتجة عن النشاط الإنساني تؤدي إلى إلحاق الأذى بالغطاء النباتي كله. ومن أكثر الملوثات إضراراً بالغطاء النباتي الأوزون الموجود في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، وثاني أوكسيد النيتروجين، وثاني أوكسيد الكبريت، وكذلك الفلورايد والمعادن الثقيلة والكلوريدات. وهناك ملوثات من نتاج الإنسان ذات أثر تدميري غير مباشر على الأشجار، مثل مركبات  الكلوروفلوروكربون (ك.ف.ك)  ، والتي تعمل على تدمير طبقة الأوزون في طبقة الستراتوسفير (الغلاف الطبقي)، وبالتالي تقليل القدرة على حماية الأرض من آثار الإشعاعات فوق البنفسجية. وبتعرض الأشجار لتلك الإشعاعات مع الزيادة في ثاني أكسيد الكربون، الذي ينشط عملية التمثيل الضوئي بمعدل يفوق حاجة وطاقة النباتات، فإن ذلك يؤدي إلى إجهاد النباتات ويجعلها أكثر حساسية للأمراض.

تحتوي الغابات الاستوائية على أعظم تنوع حيوي، في الوقت الذي نجد فيه أن أوروبا وأمريكا الشمالية تحتويان فقط على حوالي 15-10 % من الكائنات الحية الموجودة على الأرض.

اللأعلىé

 

تجربة شخصية: أنا و "النَجمة" والزحف الوقح..

 

عبد الباسط خلف:

 

  في كل يوم تقريباً أمارس "حرّفة" الحنين إلى الماضي، ليس إلا لجمال طبيعته وسحرها. كانت المسافة التي تفصل بين أقرب كتلة إسمنتية وأرضنا المسماة(النجمة) أو(أم العظام) هائلة. كنا نتعب كثيراً حتى نصلها، لكن طفولتنا لم تعرف، وقتئذ، غير السعادة، والأسباب كثيرة.

 كان هناك في النجمة ما يبعث على الأمل، واللهو، والحياة: طبيعة عذبة بعيدة عن الباطون وساكنيه، وأزهار رائعة لا تقطفها الأيدي الشريرة، وأسراب من طيور الحجل(الشنار)، والكثير من الأرانب البرية الملونة، ولوز يقترب في أغصانه وزهره وثمره من الأرض، وزيتون يضيء ويغني للحياة، وأشياء كثيرة تبعث على الدفء، وتجمعات ماء في الصخر، ولوف، وزعتر بري، وثمار الاصيبعه الشهية، وشقائق النعمان الأخاذة، ونرجس لا يوصف، وزعتر فارسي مُعّطر، وصفيرة، وسنارية لذيذة، وعلت، وعيون بقر حلوة، وقرون غزلان فاتنة.

  في أعقاب كل جولة بريئة، كنت أتمنى لو أنني أمتلك كاميرا؛ لأنقل هذا الجمال إلى أيام الصيف، وأفتتن به كل لحظة. يومئذ، لم تكن عدسات التصوير منتشرة، وكانت الصور تنقل إلى داخل فلسطين المحتلة العامة 1948 لطبعها وتحميضها. لم تتحقق الأمنية إلا مرتين في طفولة مبكرة: واحدة يوم نلت جائزة من مسابقة محلية منحتني كاميرا تصوير متواضعة بنفسجية اللون، والثانية يوم سمح لي أخي جمال باستخدام حر لواحدة أستأجرها.

  طرت من الفرح في المناسبتين، ورحت أفرغ الفيلم المؤلف من ست وثلاثين صورة، لم أختر وجوه أخوتي ولا غيرهم، بل انحزت للأرض. كنت أتخيلها تضحك وتغضب وتبتسم وتتأمل وتعرف مالكها وتطرد الغرباء أو الذين يحاولون تخريبها.

الزهرة الأولى

 هنا التقطت صورة زهرة اللوز الأولى في حياتي، هناك شاهدت حقل قمح جميلا، في منطقة يطلق عليها أبي "الذراع" خسرت صورتين من رصيدي، قريباُ من "الضحضاح"  أفرغت ثلاث صور إضافية، بجوار مغارة أبي سمعان سرقني سحر الطبيعة، قرب بيّارة عمر الشيخ تخيلت أنني في عالم آخر فأسرفت في الضغط على "الزناد". أما نبتة السينارية وجارتيها شقائق النعمان والوردة التي ألّفت لها أسماً خاصاً"الفرس" فكانت عنوانا للكثير من الصور.

   لم تكن تقاطعني غير أصوات اليمام الجميل، وأبو زريق المتألق، والحجل الساحر. أما الأرانب فحينما كانت تقفز فجأة من أمامي تضيف روعةً إلى روعة. لم أحاول الإيقاع بالطيور الجميلة، لأنني بقيت أتذكر ما قالته لي أمي ذات مرة، حينما سعيت للبحث عن بيض الحجل:" بتحب حدا يوخذك مني."

 

أحزان

  حزنت في غير مناسبة لأن والدي كان يكثر من حرث الأرض، فيزيل السجادة الملونة من أزهارها. ويقتطع أجزاء من سحر الطبيعة. كنت أحب الطبيعة خالية من أي تدخل بشري، وحتى أنني رفعت شعار طورته لاحقاً:" الطبيعة تنتصر لنفسها بنفسها، لنتركها حرة."

 كان النهج اليومي أن نتنزه في نجمتنا أنا وأخي زيدان وبعض الرفاق. لم نعر الوحل أي اهتمام، وكنا نتفوق على المطر بحيلنا ومظلاتنا، أما الحر فلم يوقف فضولنا. في أحد مواسم الربيع، أسسنا مقرًا دائماً لنا: بعض المقاعد الحجرية، ما يشبه البيت الصغير، مقلاة، أبريق شاي، القليل من الملح والسكر، زيت زيتون، علبة كبريت.

مذاقات طبيعية

  تمتعنا بوجبات طبيعية، وتدخل الزعتر الأخضر في طعامنا، مثلما أضفنا نكهة طبيعية للشاي من الزعتر الفارسي، فيما أعدنا تسخين خبز الطابون على نار هادئة. كانت رائحة أطباقنا عالية الدسم، رغم أنها لم تعرف الشحم واللحم.

  كبرنا، وكبرت اهتماماتنا، وتغيّر كل شيء أو تدمر. لم تعد المسافة الفاصلة بيننا وبين الإسمنت بعيدة، فقط بضع عشرات من الأمتار. أما الشارع الرئيس الذي كان مسرحاً لألعابنا في عد السيارات المارة بكل اتجاه، فاختفت مقاطع طويلة منه بفعل مناشير الحجر ومقالع الصخور. وتبخرت أسراب الحجل وإخوتها، وصارت الصدفة وحدها التي تسمح لنا بمشاهدة حيوانات برية. وحتى أشجار اللوز تراجعت أو هرمت، ولم تعد رائحة الأزهار كما كانت.

  في يومياتي التي أكتبها منذ نحو خمس عشرة سنة، أتمنى أن يعود مجد "النجمة" الضائع، وأحلم في أن تعود تلك الأرض إلى سابق تألقها وجمالها، وان تصاب الأيدي التي تدمر الطبيعة بصدمة إيجابية تجعل قلوبهم تحس بأن النباتات والأزهار والشجار والطيور والطبيعة بمجملها تتألم وتفرح وتحب الحياة وتكره السجن والجلد والحرق والجرف والتخريب.

  كأنني أستمع إلى حزنك، وأشعر بالعجز لأن جرحك نازف ودمعك فيّاض، بفعل ثقافة الاسمنت والجرف القذرة التي تسودنا.

للحديث بقية...

aabdkh@yahoo.com

للأعلىé

 

مسابقة دولية في الرسم البيئي للمبدعين

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

يجري معهد المواصفات الياباني والمنظمة الدولية لمؤسسات المواصفات هذا العام، وللمرة العاشرة، مسابقة رسم دولية في المجال البيئي.  ويشترك في هذه المسابقة سنويا عشرات آلاف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 – 15 سنة.

والمطلوب من الأطفال هذا العام أن يرسموا مشاعرهم تجاه البيئة الطبيعية في بلدهم.  وسيتم نشر الرسومات الفائزة على بطاقات توزع في مختلف أرجاء العالم، فضلا عن عرضها في معرض خاص في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.

وعلى المشاركين إرسال رسوماتهم إلى اليابان حتى 31 أيار 2009.  والمطلوب من الأهالي عدم التردد وتشجيع أبنائهم المبدعين على المشاركة في المسابقة.

ترسل الرسومات إلى العنوان التالي:

 

8691 P.O.B. 264, Kyobashi yubinkyoku Office Children's Drawing Contest

Japan, Tokyo 104 International Environmental

للأعلىé

نحو تدوير النفايات العضوية المنزلية وإعادتها إلى الأرض

ج. ك. / خاص بآفاق البيئة والتنمية

تشكل النفايات العضوية نحو 70% من إجمالي النفايات الناتجة في منازلنا.  ومصدر هذه النفايات هو الأرض؛ وبالتالي لا بد لهذه المواد أن تعود إلى أصلها، أي الأرض.  وتعد هذه المواد المسبب الأساسي لجزء كبير من الأذى البيئي الذي تحدثه نفاياتنا في المكبات.  وتتحلل هذه المواد داخل أكياس البلاستيك، دون أكسجين، وهو ما يعرف بالتحلل اللاهوائي.

وعندما تتحلل المادة العضوية في ظروف لا هوائية (دون أكسجين) تطلق غاز الميثان إلى الغلاف الجوي.  ويعد هذا الغاز من غازات الدفيئة، علما بأنه يؤذي الغلاف الجوي بأكثر من 50 ضعفا من الضرر الذي يسببه ثاني أكسيد الكربون.  ومن المعروف أن حوالي 20% من غازات الدفيئة التي تنتجها البشرية مصدرها المواد العضوية في المكبات.

ولا يقتصر الأمر على هذا الضرر فقط، بل حين نحرم التربة من استرداد المواد العضوية التي استخرجت منها، فإننا نتسبب في تدهور جودتها وفي الإضرار بقدرتها على الاحتفاظ بالماء.

لذا، المطلوب بإلحاح تدوير المواد العضوية وإعادتها إلى الأرض.  وكمثال على ذلك:  التفاحة التي نأكلها حين تعود إلى الأرض تتحلل بداخلها؛ فمعادنها تعود إلى الأرض وتغني الشجرة التي، حينما تتغذى على الإضافة الطبيعية، تنمو وتعطي ثمارا صحية وذات جودة أعلى.  وتعد هذه الدائرة بمنزلة عملية متواصلة ولا نهائية، وهي تختزن بداخلها نواة المفهوم الوجودي.

يقول البعض إن تدوير الزجاج، والبلاستيك والورق أكثر أهمية من تدوير المواد العضوية، وذلك بهدف التوفير في الموارد.  إلا أن الزجاج يشكل أقل من 6% من النفايات المنزلية، أما البلاستيك فلا تتجاوز نسبته 8%، وكذلك الأمر بالنسبة للورق والكرتون (8%)، بمعنى أن جميع هذه النفايات تشكل حوالي 22% من إجمالي وزن النفايات، بينما تبلغ نسبة المعادن 3%، والنفايات الأخرى 5%.  إذن، حصة الأسد هي للنفايات العضوية دون منازع (70%).  sp; وللنفايات غير العضوية أهمية لا يستهان بها في عمليات التدوير، إلا أن تكلفة تدويرها مرتفعة.

وفي المقابل، يعد تدوير النفايات العضوية رخيصا وبسيطا، نسبيا؛ فالمخصب الناتج من تدوير المخلفات العضوية يحسن التربة في الحقول الزراعية وفي الحدائق المنزلية، بل وفي قوارير النباتات  المثبتة على الشبابيك.

كيف ندور نفاياتنا العضوية؟

نقطة البداية، في المستوى المنزلي، هي فصل النفايات العضوية عن سائر النفايات.  نجهز وعاءا أو برميلا بلاستيكيا (أو معدنيا) لتدوير النفايات العضوية في ساحة المنزل الفردية أو المشتركة مع جيران آخرين.  ومن ثم، نخلط المواد الرطبة مع المواد الجافة (مثل أوراق الشجر الجافة أو مخلفات التقليم)، لإنتاج الكمبوست.  وحاليا توجد أجهزة تدبيل (تحويل إلى كمبوست) متطورة يمكنها تدوير النفايات العضوية دون أي أعراض جانبية.

ويمكننا إجراء عملية التدبيل في شرفة المنزل (البلكون).  وكل ما يلزم هو وعاء بلاستيكي توضع في قاعدته مواد جافة، أو ورق مجروش.  ويتم وضع النفايات العضوية فوقها، ومن ثم، توضع عليها طبقة إضافية من المادة الجافة.  ويوصى الذين يملكون تجربة متقدمة، بإضافة ديدان الأرض الحمراء (ديدان الكمبوست).  وبالطبع، يستطيع الأطفال تنفيذ كل هذه العمليات.

أما في المستوى البلدي، فتتمثل نقطة البداية في عملية التدوير، بفصل النفايات المنزلية أيضا، حيث تلقى النفايات العضوية في حاويات خاصة توضع في غرفة النفايات بالمبنى السكني، أو في الشارع.  المجلس البلدي، أو من يمثله، يجمع النفايات وينقلها إلى موقع تصنيع الكمبوست، حيث تتم نفس عمليات التدبيل المنزلية آنفة الذكر، لكن بحجم أكبر.                                                                                                                                   

للأعلىé

الرمال ....  (أغنية)

للأعلىé

قصص وأناشيد  (جحا والحمار)

للأعلىé

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.